234

(*) دم عثمان صهر رسول الله صلى الله عليه نبينا، الذى جهز جيش العسرة (1)، وألحق في مسجد رسول الله بيتا وبنى سقاية، وبايع له نبى الله صلى الله عليه بيده اليمنى [ على اليسرى ]، واختصه رسول الله بكريمتيه: أم كلثوم ورقية، ابنتى رسول الله صلى الله عليه وآله.

فإن كان أذنب ذنبا فقد أذنب من هو خير منه.

وقد قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه: (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر).

وقتل موسى نفسا ثم استغفر الله فغفر له، ولم يعر أحد من الذنوب ! وأنا لنعلم أنه قد كانت لابن أبى طالب سابقة حسنة مع رسول الله، فإن لم يكن مالا على قتل عثمان فقد خذله، وإنه لأخوه في دينه وابن عمه (2)، وسلفه (3)، وابن عمته (4).

ثم قد أقبلوا من عراقهم حتى نزلوا في شامكم وبلادكم، وإنما عامتهم بين قاتل وخاذل.

فاستعينوا بالله واصبروا، فلقد ابتليتم أيتها الأمة والله.

ولقد رأيت في منامي في ليلتى هذه، لكأنا وأهل العراق اعتورنا مصحفا نضربه بسيوفنا، ونحن في ذلك جميعا

ننادى: " ويحكم الله ".

ومع أنا والله ما نحن لنفارق العرصة (5) حتى نموت.

فعليكم بتقوى الله، ولتكن النيات لله (6)، فإنى سمعت عمر بن الخطاب يقول سمعت: رسول الله صلى الله عليه يقول: " إنما يبعث المقتتلون على

__________

(1) وذلك في غزوة تبوك، إذ حدثت عسرة في الظهر، وعسرة في الزاد، وعسرة في الماء، فكان العشرة يعتقبون على بعير، وكانت الجماعة تتعاور التمرة الواحدة، وكان الرجل ينحر بعيره فيعصر فرثه ويشربه.

وقد أنفق عثمان في جيش العسرة ألف دينار.

انظر تفسير الآية 117 من سورة التوبة وكتب السير.

(2) يعنى بذلك العمومة البعدى لا الدنيا، فإن عبد شمس جد عثمان الأعلى، وهاشما جد على الأعلى - هما ولدا عبد مناف بن قصى بن كلاب.

(3) السلفان: الرجلان يتزوجان بأختين، كل منهما سلف صاحبه.

(4) أم عثمان هي أروى بنت كريز، وأم أمه هي البيضاء بنت عبد المطلب.

(5) أي عرصة الحرب، وهى ساحتها.

ح (1: 485): " ومع أنا والله لا نفارق العرصة ".

(6) ح (1: 485): " وليكن الثبات لله ".

تحريف.

صفحه ۲۴۰