167

(*) [ قالوا ]: فلقى عمرو بن العاص بعد ذلك (1) الأشعث بن قيس فقال: أي أخا كندة، أما والله لقد أبصرت صواب قولك يوم الماء، ولكني كنت مقهورا على ذلك الرأى، فكايدتك بالتهدد، والحرب خدعة.

ثم إن عمرا أرسل إلى معاوية: أن خل بين القوم وبين الماء، أترى القوم يموتون عطشا وهم ينظرون إلى الماء ؟ فأرسل معاوية إلى يزيد بن أسد [ القسرى ]: أن خل بين القوم وبين الماء يا أبا عبد الله.

فقال يزيد - وكان شديد العثمانية - كلا والله (2)، لنقتلنهم عطشا كما قتلوا أمير المؤمنين.

نصر، عمرو بن شمر، عن إسماعيل السدى قال: سمعت بكر بن تغلب السدوسى يقول: والله لكأنى أسمع الأشتر وهو يحمل على عمرو بن العاص

يوم الفرات، وهو يقول: ويحك يا ابن العاصى * تنح في القواصى واهرب إلى الصياصى (3) * اليوم في عراص (4) نأخذ بالنواصى * لا نحذر التناصى (5) نحن ذوى الخماص (6) لا نقرب المعاصي في الأدرع الدلاص * في الموضع المصاص (7)

__________

(1) ح: " بعد انقضاء صفين ".

(2) في الأصل: " كلا والله يا أم عبد الله ".

وهى عبارة تحتمل أن تكون من إقحام الناسخ، أو من تهكم يزيد بن أسد بمعاوية، كما أشار إلى ذلك ناشر الأصل.

لكن عدم إثباتها في ح يؤيد أنها مقحمة في الكتاب.

(3) الصياصى: الحصون وكل شئ امتنع به.

(4) العراص، بالكسر: جمع عرصة، بالفتح، وهى الساحة.

(5) التناصى: أن يأخذ كل منهما بناصية الآخر.

وفي الأصل: " القصاص " تحريف.

(6) الخماص: الضوامر، أراد بها الخيل.

(7) الدلاص: البراقة الملساء اللينة، تقال للواحد والجمع.

والمصاص، بالضم: أخلص كل شئ.

صفحه ۱۷۰