وزروع ومقام كريم.
ونعمة كانوا فيها فاكهين.
كذلك وأورثناها قوما آخرين.
فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين ".
إن هؤلاء كانوا وارثين فأصبحوا موروثين، إن هؤلاء لم يشكروا النعمة فسلبوا دنياهم بالمعصية.
إياكم وكفر النعم لا تحل بكم النقم.
ثم قال: انزلوا بهذه النجوة (1).
نصر: عمر بن سعد، حدثنى مسلم الأعور، عن حبة العرنى (2) (رجل من عرينة) قال: أمر على بن أبى طالب الحارث الأعور فصاح في أهل المدائن: من كان من المقاتلة فليواف أمير المؤمنين صلاة العصر.
فوافره في تلك الساعة، فحمد الله وأثنى عليه وقال: أما بعد فإنى قد تعجبت من تخلفكم عن دعوتكم، وانقطاعكم عن أهل مصركم في هذه المساكن الظالم أهلها، والهالك أكثر سكانها لا معروفا تأمرون به، ولا منكرا تنهون عنه.
قالوا: يا أمير المؤمنين، إنا كنا ننتظر أمرك ورأيك، مرنا بما أحببت.
فسار وخلف عليهم عدى بن حاتم، فأقام عليهم ثلاثا ثم خرج في ثمانمائة، وخلف ابنه يزيد فلحقه في أربعمائة رجل منهم، ثم لحق عليا، وجاء على حتى مر بالأنبار، فاستقبله بنو خشنوشك دهاقنتها.
__________
(1) النجوة: المكان المرتفع.
ح: " الفجوة ".
والفجوة: ما اتسع من الأرض، وقيل ما اتسع منها وانخفض.
(2) هو حبة، بفتح أوله ثم موحدة ثقيلة، بن جوين بجيم مصغر، العرنى، أبو قدامة الكوفى، كان غاليا في التشيع.
قال في تقريب التهذيب: " أخطأ من زعم أن له صحبة ".
ح: " حية " بالياء، تحريف.
(*) قال سليمان (1): " خش: طيب.
صفحه ۱۴۳