﴿إن تبدوا خيرًا﴾ من أعمال البرِّ ﴿أو تخفوه أو تعفوا عن سوء﴾ يأتيك من أخيك المسلم ﴿فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عفوًا﴾ لمَنْ عفا ﴿قديرًا﴾ على ثوابه
﴿إنَّ الذين يكفرون بالله ورسله﴾ هم اليهود كفروا بعيسى ﵇ والإِنجيل ومحمدٍ ﵇ والقرآن ﴿وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ﴾ بأن يؤمنوا بالله ويكفروا بالرُّسل ﴿ويقولون نؤمن ببعض﴾ الرّسل ﴿ونكفر﴾ ببعضهم ﴿وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا﴾ بيْن الإِيمان بالبعض والكفر بالبعض دينًا يدينون به
﴿أولئك هم الكافرون حقًا﴾ أَيْ: إنَّ إيمانهم ببعض الرُّسل لا يُزيل عنهم اسم الكفر ثمَّ نزل في المؤمنين
﴿والذين آمنوا بالله ورسله﴾ الآية
﴿يسألك أهل الكتاب﴾ سألت اليهود رسول الله ﷺ أَنْ يأتيهم بكتابٍ جُمْلَةً من السَّماء كما أتى به موسى فأنزل الله تعالى هذه الآية وقوله: ﴿فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ من ذلك﴾ يعني: السَّبعين الذين ذكروا في قوله: ﴿وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ﴾ ﴿ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ﴾ يعني: الذين خلَّفهم موسى مع هارون ﴿من بعد ما جاءتهم البينات﴾ العصا واليد وفلق البحر ﴿فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ﴾ لم نستأصل عبدة العجل ﴿وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا﴾ حجَّةً بيِّنةً قوي بها على مَنْ ناوأه