أطلق الرجل المذهول معصمها من قبضته، فوضعت هي يدها على وجهها وراحت تبكي.
صاح ترينشن: «متزوجان! نحن زوجان!»
نظر إلى الفتاة في اهتمام، لكنه لم يستطع أن يرى منها شيئا في هذا الظلام. وكان المطر المنهمر يضرب عليهما بغير انقطاع.
ثم تردد وهو يقول: «هل من ... هل من عشيق آخر، حيث إنك تبكين؟»
هزت الفتاة رأسها وقالت: «لا أحد يقترب منا. إنهم يخشون والدي.» «إذن، إذا كان هذا صحيحا، فلم تبكين؟ أنا لست برجل سيئ إلى هذا الحد.» «أنا لا أبكي على نفسي، إنما أبكي عليك؛ لأنك وقعت في هذا الفخ بسبب طيبة قلبك. صدقني، لم أكن أقصد أن يحدث ذلك.» «يا فتاتي، من صوتك الذي أسمعه، وإن كانت أمك هي السيدة التي كنت أعرفها، والتي أذكرها جيدا وأعتقد أنك تشبهينها كثيرا، فإن هذا فخ لا أريد الخروج منه. لكن ها أنت تبكين مرة أخرى وأنا أقف وأثرثر. سأوقظ حماي من جديد.»
وبقوله هذا، طرق على الباب مرة أخرى بعصاه.
فانفتحت النافذة مجددا، وأطل منها رأس العجوز الغاضب.
صاح الحداد الحانق قائلا: «اغربا من هنا!» لكن قبل أن يقول أي شيء آخر صاح فيه ترينشن قائلا: «ابنتك هنا تنتظر. افتح الباب أيها العجوز اللعين، وإلا فسأحطمه وأطردك من المنزل كما فعلت في ابنتك.»
وقف الحداد، الذي لم يكن أحد قد تحدث إليه بهذه النبرة أو بتلك الكلمات من قبل، مذهولا حتى إنه لم يستطع أن يتحدث أو يفعل شيئا، لكن الباب اهتز بعنف بفعل ركلة قوية من الملاكم عليه، فرأى أن ركلة أخرى كفيلة بأن تهشمه وأن الرجل سيقتحم منزله، فترك الحداد النافذة مفتوحة حتى يستطيع الملاكم وابنته أن يسمعا سبابهما، ونزل وسحب مزلاج الباب وفتحه ووقف على عتبته ليمنع دخولهما.
صاح به ترينشن وهو يضع يده على صدر الرجل الآخر برفق: «ابتعد عن طريقنا.» لكنه دفعه دفعة واحدة جعلت الرجل يترنح إلى داخل المنزل.
صفحه نامشخص