قال الوزير: «حسن، لنتأكد إذن من الحقائق. أريد أن أرى أثر هذه المادة المدمرة على المحجر.»
قال لامبيل وهو يرحل عنه: «ستفعل.»
قال الوزير: «سأنتظرك هنا وسأشعل سيجارة لأدخنها.»
وحين وصل المخترع إلى المحجر والكلب أمامه، ارتعشت يد الوزير بحيث لم يعد قادرا على الإمساك بنظارته الميدانية. واختفى لامبيل أسفل الممر. وفي اللحظة التالية اهتزت الأرض حتى في البقعة التي كان الوزير يجلس فيها، وارتفعت كومة من الغبار فوق المحجر المدمر.
مرت لحظات كان الوزير الشاحب الوجه يراقب فيها أثر الدمار على المحجر، لكن لم يكن هناك أثر لأي بشر في تلك البقعة عداه.
فغمغم في نفسه قائلا: «لم يسعني أن أفعل سوى ذلك. كان التهديد بالغ الخطورة ولا يمكن المجازفة بالتنفيذ.»
لغز بيجرام الكبير
(مع الاعتذار إلى الدكتور كونان دويل وصديقنا المشترك الراحل شيرلوك هولمز.)
مررت بصديقي شيرلو كومبس لأسمع منه رأيه حول لغز بيجرام، كما أطلق عليه في الصحف. وقد وجدته يعزف على آلة الكمان وقد علت وجهه أمارات الهدوء والسكينة، وهذا شيء لم ألحظه من قبل على محيا من كانوا على مسمع مني. وكنت أعرف أن تعابير الهدوء الشديد هذه تشير إلى أن كومبس كان غاضبا بشدة من شيء ما. وقد ثبت أن الأمر كذلك بالفعل؛ ذلك أن إحدى الصحف الصباحية كانت تحتوي على مقال يمدح ويمجد تأهب سكوتلاند يارد وجدارتها بصفة عامة. وكان غضب شيرلو كومبس من سكوتلاند يارد شديدا حتى إنه لم يكن قط ليزورها أثناء إجازاته، ولم يكن ليعترف أبدا بأن الرجل الأسكتلندي يصلح لأي شيء سوى الخروج من البلاد.
وقد وضع آلة الكمان من يده في حركة لطيفة منه؛ ذلك أنه كان يحبني كثيرا، وحياني بطريقته اللطيفة المعتادة.
صفحه نامشخص