صديقي
معذرة إليك إذا أطلت القول فقد ثارت شجوني.
كان شوقي رحمه الله أراد أن يعرف بعض المستور من خلائق النساء فدعا ثلاثة لزيارة ليلى، وأنا أولهم وثانيهم محمد وثالثهم سعيد، وكنت يومئذ شيخا معمما، شيخا ضئيلا دميما لا يقام له ميزان، وكان محمد وسعيد من أجمل الشبان في القاهرة، على ماضيهما السلام، فلما دخلنا على ليلى لم تأنس بوجه غير وجهي، فهل كانت تنافق؟ ذلك ما زعمه صديقنا محمد وأخونا سعيد.
أما شوقي رحمه الله فصرح بأن عندي مزايا تفتن النساء، وتفضل رحمه الله فأعطاني ثلاثين جنيها أستعين بها على طبع كتاب (حب ابن أبي ربيعة) ولولا تلك المنحة لعجزت عن إخراج ذلك الكتاب الطريف الذي طبع ثلاث مرات.
يا لوعة القلب!
ويا غضبة الله على الأديب الذي أثار هذه الذكريات!
فقد كانت تلك السيدة تحب وتعشق.
كانت تحب أبناءها وتعشق زوجها.
وكان زوجها من الغادرين، وأبناؤها من أهل العقوق.
وكنت أستطيع أن أمزج هواها بهواي، وأنا رجل قاتل النظرات، ولا أذكر أبدا أني رميت سهما فطاش، ولكن في صدري بقايا من المروءة ورثتها عن أبي وجدي.
صفحه نامشخص