من رأيي أن يكون لنا «عصبة أمم» تفكر في وصل الحاضر بالماضي وتقنع الشرق بأنه ليس أقل حيوية من الغرب.
من رأيي أن تكون لنا «عصبة صوفية» تؤمن بالله وحده، وتستعد للجهاد في سبيل الله لا في سبيل المنافع الدنيوية.
من رأيي أن تكون لنا «عصبة أدبية» تغني اللغة العربية بالأدب والبيان وتشعر شبابنا بأنهم يعيشون في حماية لغة هي أغنى من الإنجليزية والفرنسية.
من رأيي أن يقوم فريق من الأدباء المصلحين بتعليم أهل الشرق أن الإسلام لم يكن دعوة قامت بالسيف كما يشيع المرجفون، وإنما هو هداية صريحة قامت لإنقاذ أمم العالم من الظلم والطغيان.
أيها الصديق: تذكر ثم تذكر
تذكر أن أمم الشرق لن تصبر طويلا على ما يريد لها الغرب، إن الغرب يريد أن يظل الشرق حقولا يزرعها كيف يشاء، وقطعانا يصرفها حيث يريد.
وللإسلام غاية واحدة: هي أن يكون المسلمون سادة أنفسهم، وقد خدعنا الغرب بما عنده من مدنية، فلنخدعه نحن بما عندنا من مدنية، عنده نور الكهرباء، وعندنا نور العدل، عنده الزخرف، وعندنا الحقائق، عنده الاستعمار، وعندنا الاستبسال، نحن نريد أن نسيطر على ما نملك، وما نحب أن نسيطر على الغرب بغير الحق.
أيها الصديق: تذكر ثم تذكر
تذكر أن الإسلام قوة، وتذكر أن نابليون حاول أن يكون إمبراطور المسلمين لينتفع بقوة المسلمين، وتذكر أن غليوم الثاني حاول أن يكون إمبراطور المسلمين لينتفع بقوة المسلمين، وتذكر أن موسيليني يحاول اليوم أن يكون إمبراطور المسلمين لينتفع بقوة المسلمين.
وما كان المسلمون من السوائم المهملات حتى يفكر في رعايتهم عاهل الفرنسيس أو الألمان أو الطليان، المسلمون قوة عاتية، وسيعرفون كيف يؤدبون الطاغين والمستبدين؟
صفحه نامشخص