من أنت يا سيدتي؟ من أنت؟
ذكريني فقد نسيت، ولو شئت لقلت إنني رجل أراد أن يحرس الجمال فأضاعه الجمال.
وهنا أنتقل من الرفق إلى العتاب.
أفي الحق أنه يجوز لك أن تقولي إن ليلى المريضة في العراق امرأة أجنبية، وأن غرامي بها إيثار للأجنبيات على المصريات؟
لا، يا سيدتي، فهذه نزعة خبيثة تنافي أدب العروبة، فالمرأة العراقية شقيقة المرأة المصرية، وستمر أجيال قبل أن تسدد مصر ديونها للعراق.
تعالي إلى بغداد أسبوعا أو أسبوعين لتسمعي صوت مصر في العراق، تعالي وانظري كيف يكرمنا أهل هذه البلاد، تعالي وانظري كيف أحبس نفسي في بيتي فرارا من الكرم والجود، فما دخلت مقهى ولا ملهى ولا مطعما إلا وجدت حسابي مدفوعا بدون أن أعرف من الذي دفع، حتى أصبحت لا أدري أين أتوجه، والماء العذب يهجر للإفراط في الخصر، كما يقول أبو العلاء.
لقد آن يا سيدتي أن تعرفي أن المرأة العراقية كلها روح، كلها قلب، كلها فؤاد.
المرأة العراقية هي كما تقول في مصر «ربة بيت » وحنانها مصدر الثروة لزوجها وأبنائها، والتبرج الممقوت لا يعرفه نساء العراق، وليس في بغداد شارع واحد تتبذل فيه المرأة، كما يقع واأسفاه في بعض شوارع القاهرة، وإنما يعيش أهل بغداد متجملين، فلا ينقلهم الحب القاهر إلى الخروج على شريف الآداب.
لا تذكري المرأة العراقية إلا بالخير يا سيدتي، وتذكري أن للمرأة العراقية أحسابا وأنسابا، وأنها تكرم نفسها عن التبذل في المشارب والملاعب والمراقص، وتؤثر أن تظل دائما مصباح البيت.
سيدتي
صفحه نامشخص