============================================================
26 الوحيد في سلوك أهل التوحيد وقد يرى الله تعالى وأنبياءه ورسله وملائكته، وكل ذلك في لمحة بصر من السنة في النوم وهو لا يشك في ذلك.
فافهم ذلك، وإياك والاعتراض، فقد وضح السبيل ورفع النص حكم التأويل، ألا ترى إلى قوله تعالى في قصة بلقيس لما طلب السيد سليمان الل العرش: (قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مشلمين * قال عفريت من 114 الجن أنا آتيك به قبل أن تفوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين * قال الذي عنده
علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طوفك فلما رآه مستقرأ عنده قال هذا من فضل ري ليئلوني أشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كرتم} [النمل: 40-38].
فانظرو إلى قول الأول قبل أن تقوم من مقامك"إ.
وانظر إلى قول الثاني *قبل أن يرتد إليك طرفك"ا.
هذا والمسافة واحدة إلى ما بين حالتي الشخصين وسرعة الوقت مع بعد المسافة، ومن كونه هناك ومن كونه صار هنا.
فإن قيل: إرتداد الطرف لا يقتضي سعة الأزمنة، والعرب تقول هززت الحسام ثم ابتدأت، فلم تكن (ثم) هنا تقتضي قبله، والله تعالى يقول؟
وهو يهدي السبيل} [الأحزاب:4].
وما كان جائز لله تعالى فعله ولا يمتنع عليه أن يفعله يجب الإيمان به، ومن لم يؤمن به فهو كافر: الوره الخوف التوبة، والخوف المعرفة وأما الورغ فالتوبة تستدعيه كما يستدعي تستدعيه، فالأسد لا يخافه من لا يعرفه، والحديث: ودأنا أعرفكم بالله وأشدكم منه خشية(1ل.
فمن عرف خاف، ومن خاف تاب، ومن تاب آناب، ومن آناب تؤرع، ومن تورع تزهد، ومن تزهد تؤكل، ومن تؤكل صبر، ومن صبر رضي، ومن رضي شكر، ومن (1) ذكره الحسيني في البيان والتعريف (294/1)، والعجلوني في كشف الخفاء (231/1) .
صفحه ۱۶