============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد على المؤمنين بالغيب فقال تعالى: {الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين 1 * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون * أولئك على هدى من هم وأولنك هم المفلحون} [البقرة: 5-1].
فانظر إلى هذا الوصف الذي وصفهم الله تعالى به، والحديث في الشاة التي وحدت مع الذئب فاتتزعث منه فقال الذئب: من لها يوم السبع؟ يوم لا راعي لها
غيري، فقالواء لا إله إلا الله، ذئب يتكلم؟ فقال رسول الله آمنت بذلك وآمن به (1)5 أبو بكر وعمر، فأخبر عنهما بالإيمان بذلك ولم يكونا حاضرين11.
ووحه الاستشهاد أن رسول الله قال آمنت بذلك، وهو آمر مغيث جرى في زمن بني إسرائيل: وحديث السيدة خديجة رضي الله عنها- زوج النبي وكوها فضتلك على غيرها بإيمانها بالغيب، وهو آن رسول الله دخل عليها فوجدها تبكي فقال: "لها ما يكياك"؟ قالت: يا رسول الله، إني افتكرت القاسم فدرت ثدياي، فبكيت كوني لم أكمل رضاعه، فلو أكملت رضاعه لكان أخف وأهون على، فقال لها رسول الله : ددإن له لمرضعات في الجنه، فقالت له: لو علمت أو تحققت لهان على أو كلمة هذا معناها- فقال رسول الله : وأتريدين أن أسمعك صوته في الجنة* قالت: لا، وآمنت (2)1 بالله ورسوله(1).
فانظر إلى هذا الإيمان الصحيح، كيف استوى عندها الغيب والشهادة بالحس بل قدمت الإيمان بالغيب على الشهادة بالحسن، لا جرم أن الله تعالى سلم عليها لقوله يا خديجة هذا جبريل يقرؤك عن ربك السلام، ويبشرك ببيت في الجنة من قصب، (1) رواه البخاري (818/3)، وأحمد (382/2)، واين حبان في الصحيح (405/14)، بنحوه.
قلت: وفيه دلالة على أن المنكرين لذلك من أهل الزيغ والضلال؛ لعدم إيمانهم بما آمن به اليهل وأبو بكر وعمر؛ لأن الإتكار مع صحة الحديث إما رد وإما تكذيت، وناهيك بها زلة في المهالك والله تعالى هو العاسم من ذلك، (2) رواه مسلم (1808/4)، وابن ماجه (484/1)،.
صفحه ۱۲