قلت: هذه عبارة الناقلين، عن الحافظ ابن النجار كالعلامة زين الدين المراغي، والذي رأيته أنا في نسخ ابن النجار من تاريخه المذكور ما لفظه: ثم أنهم أنزلوه بالحبال من الخوخة التي بسقف المسجد إلى الحضير الذي بناه عمر ودخل منه إلى الحجرة ومعه شمعة يستضيء بها، فرأى شيئا من طين السقف قد وقع على القبور فأزاله وكنس التراب بلحيته، وقيل أنه كان مليح الشيبة فأمسك عنه الداء بقدر ما خرج من الموضع وعاد إليه وهذا ما سمعته من أفواه جماعة والله أعلم بحقيقة الحال، انتهى لفظه بحروفه، ولم يذكر: مشيا إلى باب البيت، فكلامه محتمل لأن يكون النزول من أعلى الحايز إلى وسط الحجرة ومنه إلى جوفها فيندفع الإشكال الآتي عن العلامة زين الدين المذكور ولا شك أن سقوط هدم السقف المتولد من الحريق ليس مثل سماع تلك الهدة بل أعظم وأفظع، ومع ذلك لم يتركوا الأمر هملا مع نسبة الأمر بالكشف عن أمرها إلى فهم العلم، ولعمري لولا ذلك لما تيقظ لذلك، والموجب للإهمال في هذه القضية العظيمة إنما هو تقدم أهل الجهل من الروافض كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالي في الباب الثالث والله أعلم.
...وذكر الحافظ ابن النجار أيضا أنه في سنة أربع وخمسين وخمسمائة في أيام الأمير قاسم المذكور وجد من داخل الحجرة الشريفة رائحة متغيرة فذكروا ذلك للأمير فأمرهم بالنزول وتعيين من يصلح، فأنزل الطواشي بيان أحد خدام الحجرة الشريفة ونزل معه الصفي الموصلي متولي عمارة المسجد ونزل معهما هرون الشادي الصوفي بعد أن سأل الأمير في ذلك وراجعه وبذل له جملة من المال فوجدوا هرا قد سقط من الشباك الذي في أعلى الحايز ووقع بين الحايز وبين بيت النبي صلى الله عليه وسلم وجيف فأخرجوه وطيبوا مكانه وكان نزولهم يوم السبت حادي ربيع الآخر ومن ذلك التاريخ إلى يومنا هذا لم ينزل أحد هناك.
صفحه ۱۱۴