253

وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى

وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى‏ - الجزء1

ناشر

دار الكتب العلمية

ویراست

الأولى

سال انتشار

١٤١٩

محل انتشار

بيروت

ژانرها

جغرافیا
وعن مكحول قال: لما كثر أصحاب رسول الله ﷺ قالوا: اجعل لنا مسجدا، فقال:
خشبات وثمامات، عريش كعريش أخي موسى صلوات الله عليه، الأمر أعجل من ذلك.
ورواه رزين وزاد فيه: فطفقوا ينقلون اللبن وما يحتاجون إليه ورسول الله ﷺ ينقل معهم، فلقيه رجل ومع رسول الله ﷺ لبنة فقال: أعطنيها يا رسول الله، فقال: اذهب فخذ غيرها، فلست بأفقر إلى الله مني.
ونقل المجد عن رواية محمد بن سعد نحوه، قال: وجاء رجل يحسن عجن الطين، وكان من حضرموت، فقال رسول الله ﷺ: رحم الله امرأ أحسن صنعته، وقال له: الزم أنت هذا الشغل فإني أراك تحسنه.
وفي كتاب يحيى من طريق ابن زبالة عن الزهري: كان رجل من أهل اليمامة يقال له طلق من بني حنيفة يقول: قدمت على النبي ﷺ وهو يا بني مسجده، والمسلمون يعملون فيه معه، وكنت صاحب علاج وخلط طين، فأخذت المسحاة أخلط الطين والنبي ﷺ ينظر إلي ويقول: إن هذا الحنفي لصاحب طين.
وروى أحمد عن طلق بن علي قال: بنيت المسجد مع النبي ﷺ فكان يقول: قربوا اليمامي من الطين فإنه أحسنكم له مسكا وأشدكم منكبا.
وعنه أيضا قال: جئت إلى النبي ﷺ وأصحابه يبنون المسجد، قال: فكأنه لم يعجبه عملهم، قال: فأخذت المسحاة فخلطت بها الطين، فكأنه أعجبه أخذي المسحاة وعملي فقال: دعوا الحنفي والطين فإنه من أصنعكم للطين.
وأسند ابن زبالة ويحيى من طريقه في أثناء كلام عن ابن شهاب في قصة أخذ المربد، قال: فبناه مسجدا، وضرب لبنه من بقيع الخبخبة ناحية بئر أبي أيوب بالمناصع والخبخبة:
شجرة كانت تنبت هناك.
وأسند يحيى من طريق عبد العزيز بن عمر عن يزيد بن السائب عن خارجة بن زيد بن ثابت قال: بنى رسول الله ﷺ مسجده سبعين في ستين ذراعا أو يزيد، ولبّن لبنه من بقيع الخبخبة، وجعله جدارا، وجعل سواريه خشبا شقة شقة، وجعل وسطه رحبة، وبنى بيتين لزوجتيه.
قال عبد العزيز: فسألت زيدا: أين بقيع الخبخبة؟ قال: بين بئر أبي أيوب وتلك الناحية، وهذا بقيع الغرقد لبقيع المقبرة، وقال: سألت عبد العزيز عن بقيع الخبخبة فقال:
هي- أي الخبخبة- يسار بقيع الغرقد حين تقطع الطريق وتلقاها عند مسجد يحيى، فقلت: ومن يحيى صاحب المسجد الذي ذكرت؟ فقال: يحيى بن طلحة بن عبيد الله.
قلت: بقيع الخبخبة لا يعرف اليوم كما ذكره شيخ مشايخنا الزين المراغي، لكن

1 / 257