وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى
وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى - الجزء1
ناشر
دار الكتب العلمية
ویراست
الأولى
سال انتشار
١٤١٩
محل انتشار
بيروت
ژانرها
جغرافیا
وفرح أهل المدينة بمقدمه ﷺ إليهم فرحا شديدا؛ ففي البخاري من حديث البراء:
«ما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله ﷺ» الحديث، وروى أبو داود أن الحبشة لعبت بحرابهم فرحا بقدومه ﷺ.
قال رزين: وصعدت ذوات الخدور على الأجاجير «١» يقلن:
طلع البدر علينا ... من ثنيّات الوداع
وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داع
وفي رواية:
أيها المبعوث فينا ... جئت بالأمر المطاع
والغلمان والولائد يقولون: جاء رسول الله ﷺ فرحا به.
وفي شرف المصطفى: لما بركت الناقة على باب أبي أيوب خرج جوار من بني النجار يضربن بالدفوف ويقلن:
نحن جوار من بني النجار ... يا حبذا محمد من جار
فقال رسول الله ﷺ: أتحببناني؟ قلن: نعم يا رسول الله، فقال: والله وأنا أحبكن، قالها ثلاثا، وفي رواية: «يعلم الله إني أحبكن» .
وأخرج الحاكم من طريق إسحاق بن أبي طلحة: فخرجت جوار من بني النجار يضربن بالدف وهن يقلن، وذكر البيت المتقدم.
وروى عن أنس قال: لما خرج رسول الله ﷺ من مكة أظلم منها كل شيء، فلما دخل المدينة أضاء منها كل شيء، ورواه ابن ماجه بلفظ: لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله ﷺ المدينة أضاء منها كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء. ورواه أبو داود بلفظ: لما قدم رسول الله ﷺ المدينة لعبت الحبشة بحرابهم فرحا بقدومه ﷺ وما رأيت يوما كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله ﷺ المدينة، أضاء منها كل شيء، الحديث. ورواه ابن أبي خيثمة عنه بلفظ: شهدت يوم دخول رسول الله ﷺ المدينة، فلم أر يوما أحسن منه ولا أضوأ.
وروى يحيى عن عبد الله بن سلام: لما قدم رسول الله ﷺ المدينة انجفل الناس «٢» إليه، وقيل: قدم رسول الله ﷺ فجئت أنظر، فلما تبينت وجهه علمت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شيء سمعته يتكلم قال: أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلون الجنة بسلام، وهذا الحديث بنحوه في الترمذي وصححه.
(١) الأجاجير: سطوح المنازل.
(٢) انجفل الناس: قدموا إليه مسرعين.
1 / 204