وفای به احوال مصطفی
الوفا بأحوال المصطفى
ویرایشگر
مصطفى عبد القادر عطا
ناشر
دار الكتب العلمية
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
1408هـ-1988م
محل انتشار
بيروت / لبنان
عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أعطيت خمسا لم تعط لأحد من الأنبياء قبلي : جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، ولم يكن نبي من الأنبياء يعني يصلي حتى يبلغ محرابه ، ونصرت بالرعب مسيرة شهر يكون بيني وبين المشركين مسيرة شهر فيقذف الله الرعب في قلوبهم ، وكان النبي يبعث إلى خاصة قومه ، وبعثت إلى الجن والإنس ، وكانت الأنبياء يعزلون الخمس فتجيء النار فتأكله ، وأمرت أن أقسمه في أمتي ، ولم يبق نبي إلا وقد أعطي سؤله وأخرت أنا الشفاعة لأمتي ) . | فإن قال قائل : قد كان لسليمان سراري ، ومعلوم أن العبيد والإماء أثر الغنيمة ، فما وجه قول الرسول : ( أحلت لي الغنائم ) . | فالجواب : أنه كان الأنبياء إذا جاهدوا وقدموا الغنيمة التي هي أمتعة وأطعمة وأموال نزلت نار فأكلتها كلها : خمس ذلك النبي وسهام الأمة . يدل عليه ما في الصحيحين من حديث أبي هريرة : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( غزا نبي من الأنبياء فجمعوا ما غنموا ، فأقبلت النار لتأكله فأبت أن تطعمه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فيكم غلول . فأخرجوا مثل رأس بقرة فوضعوه في المال ، فأقبلت النار فأكلته ) . | ( فلم تحل الغنائم لأحد قبلنا ، ذلك بأن الله تعالى رأى ضعفنا وعجزنا فطيبها لنا ) . | وأما العبيد والإماء والحيوانات فإنها تكون ملكا للغانمين دون الأنبياء ، فلا يجوز للأنبياء أخذ شيء من ذلك بسبب الغنيمة بل بالابتياع والهدية ونحو ذلك . | ومن هذا تسري سليمان . | وكان يجوز ذلك لنبينا صلى الله عليه وسلم ، وكان يأخذ الخمس والفيء ويتصرف فيه ، وهما من خصائصه دون الأنبياء . | فإن قيل : فالعبيد والإماء غنيمة أيضا ؟ | قلنا : نعم ، ولكن ذلك حرم على الأنبياء خاصة ، وأحل لنبينا صلى الله عليه وسلم فانفرد بذلك عن الأنبياء .
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنا سيد الناس يوم القيامة ، وهل تدرون لم ذلك ؟ يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد ، وتدنو الشمس ، فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ، فيقول بعض الناس لبعض : ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم عز وجل ؟ فيأتون آدم ) . | وذكر حديث الشفاعة ، وأنه هو الذي يشفع في الخلق . | وسيأتي هذا الحديث في باب الشفاعة إن شاء الله تعالى ، ويذكر في الأحاديث هناك احتياج الخلق كلهم إليه وتقدمه عليهم .
صفحه ۳۷۴