صلى الله عليه وسلم
واستطاع العدو أن يخلص إلى النبي؛ فيرميه بالحجارة. قالوا: «ووقع لشقه؛ فأصيبت رباعيته وشج وجهه، وكلمت شفتاه، ودخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته، وسقط في إحدى الحفر التي حفرها المشركون ليقع فيها المسلمون ... إلخ.»
أليس هذا موضوعا جليلا يبين لنا عاقبة المخالفة؟ (1-2) وفاء الصحابة
وفي هذه الموقعة يتجلى لنا مثل عال من أمثلة الإخلاص، والتفاني في الوفاء؛ إذ يقبل الصحابة على النبي مستبسلين يفدونه بأرواحهم، يأخذه علي بيده، ويرفعه طلحة بن عبيد الله، ويحيط به جماعة من الأنصار والمهاجرين؛ ليقوه السوء بنفوسهم، وتتجلى شجاعة المرأة العربية واضحة، فلا تقل عن شجاعة «جان دارك» التي لا يكاد يخلو من ذكرها كتاب فرنسي من كتب التاريخ، والتي ملئوا الدنيا إعجابا بها.
تنحاز «نسيبة بنت كعب» إلى النبي
صلى الله عليه وسلم
وتتفانى في الذود عنه - وكانت تسقي في أول النهار - فلما رأت هزيمة المسلمين أسرعت إلى النبي تفديه بنفسها، ضاربة بسيفها مرة، ورامية عن قوسها أخرى، حتى أثخنتها الجروح.
أتريدون أمثلة أخرى من هذه الموقعة؟ لو شئتم لما وفت الليلة كلها إذا قصرناها على هذه الموقعة وحدها، فلنجتزئ بذلك ففيه الكفاية. أتريدون أمثلة على فضل الصبر؟
فضل الصبر (صبر الصحابة)
كان النبي يذكر يوما ما لقي من قومه من الجهد والشدة، قال: «لقد مكثت أياما وصاحبي هذا (يشير إلى أبي بكر) بضع عشرة ليلة ما لنا فيها من طعام إلا البرير «ثمر الأراك» في شعب الجبال.» •••
صفحه نامشخص