مع الناس أم يأتي الزحام فيستأني؟
15
وإنك لتلمح الشك يساور نفسه التي تتطلع إلى اليقين؛ فلا تظفر به وتتلمس الحقيقة فلا تصل إليها، فترجع يائسة حائرة بعد أن وجدت كل معين ناضبا، وكل ماء سرابا، وإنك لتجد حيرة من قتل الفكرة بحثا، وقلبها على كل وجه من وجوهها وناحية من نواحيها فلم يظفر بطائل، وزاد تفاقم الشك في نفسه الفتية، فأصبح يتلمس ما يسد به ذلك الفراغ - الذي كان يملؤه اليقين - فلا يجده. كل ذلك تتمثله واضحا في قوله من تلك القصيدة:
جهلنا فلم نعلم - على الحرص - ما الذي
يراد بنا، والعلم لله ذي المن
إذا غيب المرء استسر حديثه
ولم تخبر الأفكار عنه بما يغني
تضل العقول الهبرزيات رشدها
ولم يسلم الرأي القوي من الأفن
طلبت يقينا من جهينة عنهم
صفحه نامشخص