آگاهی: راهنمای مختصری برای معمای اصلی ذهن

احمد هنداوی d. 1450 AH
24

آگاهی: راهنمای مختصری برای معمای اصلی ذهن

الوعي: دليل موجز للغز الجوهري للعقل

ژانرها

أما ما تبدو عليه توليفة من المادة «من الداخل» وما إذا كانت هناك تجربة مرتبطة بها أم لا، فهو شيء لا يشمله مصطلح «الانبثاق». إن وصف الوعي بأنه ظاهرة منبثقة لا يفسر أي شيء في الواقع؛ لأن المادة، من وجهة نظر المراقب، تتصرف مثلما تفعل على الدوام. فإذا كانت بعض المواد لها خبرة وبعضها ليس له خبرة (وبعض الظواهر المنبثقة تتسم بالإدراك بينما لا يتسم به البعض الآخر)، فإن مفهوم الانبثاق، باستخدامه التقليدي في العلم، لا يفسر الوعي.

شكل 6-1: يشار إلى الظاهرة التي لا تتنبأ بها الأجزاء المكونة لها، والتي هي أعقد من مجموع أجزائها، بأنها ظاهرة منبثقة.

ويذهب بعض الفلاسفة إلى حد القول بأن الوعي لا يمثل مشكلة عويصة على الإطلاق، ويختزلونه في محض وهم فحسب. غير أن الوعي، كما أشار آخرون، هو الشيء الوحيد الذي لا يمكن، بحكم تعريفه، أن يكون وهما. قد يظهر وهم ما «داخل» الوعي، لكنك إما تختبر شيئا ما أو لا تختبره، فالوعي ضروري لحدوث الوهم. يحلل الفيلسوف التحليلي البريطاني جالين ستروسون فكرة الوعي بصفته وهما في مقال بعنوان «منكرو الوعي»، ويعرب عن سخطه من عدم اتساق الفكرة على الإطلاق: «كيف يمكن لأي شخص أن يستنتج شيئا سخيفا للغاية مثل إنكار وجود التجربة الواعية، التي هي الشيء العام الوحيد الذي نعرف أنه موجود بالتأكيد؟»

7

يصف الفيلسوف نيد بلوك، الباحث بمركز العلوم العصبية بجامعة نيويورك، ظاهرة يلاحظها في طلابه عندما يلقي محاضرة عن المشكلة العويصة للوعي، تشبه اختلاف أنواع الشخصيات. يقدر بلوك أن ثلث طلابه تقريبا «لا يدركون أهمية الظاهراتية [التجربة المحسوسة] والمشكلات الصعبة التي تثيرها»، ويعتقد أنه سيكون من المثير للاهتمام دراسة الاختلاف العصبي بين الأشخاص القادرين على فهم المشكلة العويصة بشكل حدسي وغير القادرين على ذلك (أو الذين يرونها وهما).

8

وعلى أي حال، فإن إحالة الوعي إلى درجة الوهم ينم في رأيي عن عدم فهم للظاهرة. الحق أن تلك الإحالة ليست سوى إعادة تعريف للوعي بأنه «وهم الوعي». وحتى لو اتفقنا على وصف الوعي بأنه وهم، وهو أمر يبدو سخيفا، فإننا سنظل نتساءل عن مدى عمق هذا الوهم. هل هناك عمليات معقدة أخرى، أو مجموعات أخرى من المادة، تخبر هذا «الوهم»؟ سوف تظل جميع الأسئلة المتعلقة بالوعي وشموليته قائمة أمامنا.

9

في الواقع، يفترض ستروسون أن «شمولية الوعي هي أوجه نظرية يمكن للمرء تبنيها إذا كان طبيعانيا صرفا ... يعتقد بصحة مذهب الفيزيائية»، وأن «كل ما يوجد بشكل ملموس هو فيزيائي» وأن «جميع الظواهر الفيزيائية هي صور للطاقة.» ويخلص ستروسون إلى أن «شمولية الوعي هي ببساطة فرضية عن الطبيعة الجوهرية النهائية لهذه الطاقة، فرضية تقول بأن الطبيعة الجوهرية للطاقة هي الخبرة أو التجربة ... لن تمس هذه الفرضية الفيزياء في شيء. فكل ما هو صحيح في الفيزياء سيظل صحيحا .»

10

صفحه نامشخص