فضحكوا، قال رسول الله: مم تضحكون؟! قالوا: من دقة ساقه. قال رسول الله: لهي أثقل في الميزان من أحد.
وظل صاحب سر النبي ووساده وطهوره، حتى إذا اختار الله النبي لجواره وخرجت جيوش المسلمين غازية إلى الشام خرج فيها غازيا، كأن مقامه بالمدينة قد شق عليه بعد أن توفي خليله، وأقام بحمص ما شاء الله أن يقيم، حتى حدره
245
عمر إلى الكوفة.
18
أقبل النذير فملأ قلوب قريش ذعرا حين أنبأها بأن أبا سفيان يستغيثها ويستنفرها
246
ويعلمها أن محمدا قد خرج بأصحابه من المدينة يستعرض العير. ولم يتقدم النهار حتى كانت قريش قد نفرت، وجعلت تجهز جهازها للحرب، يتنافس أشرافها في ذلك أي تنافس، ويستبقون
247
إليه أي استباق. واستيقن أبو جهل أن قد جاء الوقت الذي كان ينتظره منذ أعوام طوال، وأن قريشا لن تخرج لتحمي العير فحسب، وإنما تخرج لتسحق محمدا وأصحابه، وتريح منهم مكة ويثرب جميعا. وقد جاء النبأ بعد أن خرجت قريش بأن أبا سفيان قد ساحل بالعير
صفحه نامشخص