81
فألقيت عنا عبئه ووزره.
82
قال أبو جهل: فقد برئت من حلفنا إذن؟
قال ياسر: كما أبرأ من الشر والنكر وما يخزي الرجل الكريم. ولم يمهله أبو جهل، وإنما ضرب وجهه حتى أدماه، وضرب القوم في وجه عمار وسمية حتى أدموهما، ثم تقدم
83
أبو جهل إلى أصحابه أن يطرحوا هؤلاء الأسارى أرضا، ففعلوا. ثم تقدم إليهم أن يأخذوهم بمكاوي النار
84
في جنوبهم وصدورهم، ففعلوا. ثم تقدم إليهم أن يضعوا على صدورهم الحجارة الثقال، ففعلوا. ثم تقدم إليهم أن يصبوا على وجوههم قرب الماء، ففعلوا. وأبو جهل ينتظر متحرق النفس أن يسمع من أحدهم صيحة أو أنة أو شكاة، ولكن نفوس الأسارى قد تحدث بعضها إلى بعض وفهم بعضها عن بعض، فعقدوا ألسنتهم وعمروا قلوبهم بذكر الله، وخلوا بين القوم وبين أجسامهم يصنعون بها ما يريدون.
وعبث أبو جهل وأصحابه بأجسام هؤلاء الثلاثة حتى ملوا العبث وضاقوا به، فتفرقوا عنهم بعد أن وكلوا بها حراسا يحفظونهم على حالهم تلك حتى يعودوا إليهم حين تجنح الشمس إلى الغروب.
صفحه نامشخص