الوابل الصيب

Ibn Qayyim al-Jawziyya d. 751 AH
126

الوابل الصيب

الوابل الصيب - الكتاب العربي

پژوهشگر

عبد الرحمن بن حسن بن قائد

ناشر

دار عطاءات العلم (الرياض)

شماره نسخه

الخامسة

سال انتشار

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

محل انتشار

دار ابن حزم (بيروت)

ژانرها

حدیث
عرفان
وانفسح وانشرح، وقَوِيَ فرحه، وعَظُمَ سروره. ولو لم يكن في الصدقة إلا هذه الفائدة وحدها لكان العبد حقيقًا بالاستكثار منها والمبادرة إليها. وقد قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٩)﴾ [الحشر: ٩]، [التغابن: ١٦]. وكان عبد الرحمن بن عوف -أو سعد بن أبي وقاص- يطوف بالبيت وليس له دأب إلا هذه الدعوة: "ربِّ قني شُحَّ نفسي، ربِّ قني شُحَّ نفسي". فقيل له: أما تدعو بغير هذه الدعوة؟ فقال: "إذا وُقِيتُ شُحَّ نفسي فقد أفلحتُ" (^١). والفرق بين الشُّحِّ والبخل أن الشُّحَّ: هو شدة الحرص على الشيء، والإحفاء في طلبه، والاستقصاء في تحصيله، وجَشَعُ النفس عليه. والبخل: منعُ إنفاقه بعد حصوله، وحُبُّه وإمساكُه، فهو شحيحٌ قبل حصوله، بخيلٌ بعد حصوله. فالبخلُ ثمرة الشُّحِّ، والشُّحُّ يدعو إلى البخل، والشُّحُّ كامِنٌ في النفس، فمن بخل فقد أطاع شُحَّه، ومن لم يبخل فقد عصى شُحَّه، وَوُقِي شره، وذلك هو المفلح ﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٩)﴾.

(^١) أخرجه الطبري في "التفسير" (٢٣/ ٢٨٦)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٣٥/ ٢٩٤)، والفاكهي في "أخبار مكة" (١/ ٢٢٨) عن عبد الرحمن بن عوفٍ ﵁. ولفظه عندهم: "إذا وُقِيتُ شُحَّ نفسي لم أسرق، ولم أَزْنِ، ولم أَفْعل". ولفظ الفاكهي: ". . . وُقِيت السرقة والخيانة وغير ذلك".

1 / 75