Wa Muhammadah In Shaniak Hu Al-Abtar
وا محمداه إن شانئك هو الأبتر
ناشر
دار العفاني
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م
محل انتشار
مصر
ژانرها
شَتموه ونساءَه، وانطلقوا يَحلِفون كذبًا، أنهم ما فاهوا بشيءٍ مما بَلَغه بهذا الشأن، ثم اندفعوا في لُيونةِ الأفاعي يُسمِعون رسولَ الله ﷺ من ليِّن القول، وطيبِ الكلام، وجميل الإطراء، ما ظنوا أنه سيُساهم في تخفيفِ عقوبةِ خيانتهم العظمى، فقالوا: يا أبا القاسم، ما كنتَ جهولًا.
واشتدَّ حصارُ المسلمين لليهود، وطلبوا المفاوضةَ والسماحَ لهم بالخروج من يثربَ مع نسائهم وذراريِّهم، وما تَقْدرُ الإبل على حَمْله من متاع -سوى السلاح- على أن يتركوا بقيةَ كلَّ ما يملكون في يثربَ للمسلمين .. ورُفض طلبهم.
وحاصَرَهم المسلمون خمْسَ عشْرةَ ليلةً -كما يقول ابن سعد- أو خمسًا وعشرين ليلةً -كما يقول ابن إسحاق-: حاصرهم خمسًا وعشرين ليلةً حتى أجهَدَهم الحصارُ، وقُذف في قلوبهم الرعب، فعَرض عليهم رئيسُهم كعبُ ابنُ أسد أن يؤمِنوا، أو يَقتلوا نساءَهم وأبناءَهم ويخرجوا مستقتلين، أو يُبيِّتوا المسلمين ليلة السبت. فقالوا: لا نؤمن، ولا نستحل ليلةَ السبت، وأيُّ عيشٍ لنا بعد أبنائنا ونسائنا؟!.
وقَرر الصحابةُ اقتحامَ حصونِ اليهود، مهما كان الثمن، وصاح عليُّ اَبن أبي طالب حاملُ لواء الجيش، وابنُ عمِّه الزبير بنُ العوام، صاح: واللهِ "لأذوقَنَّ ما ذاقَ حمزةُ، ولأفتَحَن حِصنَهم".
ولما سمع اليهود هذا الإنذارَ من حامل لواءِ الجيش علي بن أبي طالب ﵁، وأيقنوا أن الهجومَ على حصونهم أمرٌ لا مفرَّ منه، طلبوا إيقافَ الهجوم، وأعلنوا الاستسلام والنزولَ على حكم الرسول ﷺ دونما قَيدٍ أو شرط.
1 / 327