Views of Al-Sawi on Creed and Behavior
آراء الصاوي في العقيدة والسلوك
ناشر
مكتبة النافذة
شماره نسخه
(بدون)
محل انتشار
الجيزة - جمهورية مصر العربية
ژانرها
وفى إعمال الإلهام والكشف؛ لاستنباط أصول الاعتقاد من الأدلة الشرعية، عند معارضتها للأصول الكلامية، التي لا يتم التسليم بصحتها، حيث خالفت صحيح الفطرة والشريعة، يقول الغزالي (١) في تقرير مسألة زيادة الإيمان ونقصانه: "فإن قلت: فالإشكال قائم في أن التصديق كيف يزيد وينقص، وهو خصلة واحدة؟ فأقول: إذا تركنا المداهنة، ولم نكترث بتشغيب من تشغب، وكشفنا الغطاء؛ ارتفع الإشكال، . . . . . . .، فلذلك ترى علوم المكاشفة تتسلق كل ساعة على علوم المعاملة، إلى أن تنكشف عنها بالتكليف، فهذا وجه زيادة الإيمان بالطاعة" (٢).
* * *
- وسيرًا على هذا المنوال الذي خطه الغزالي، في الجمع بين مصدر العقل والإلهام في فهم نصوص الكتاب والسنة، نجد الصاوى يقرر أصول الاعتقاد به، ولعلى أشير هنا إلى أبراز ما يلحظ فيه التأثر في الاستدلال لقضايا العقيدة بالمنهج الصوفى:
أولًا: موقفه من معرفة الباري تعالى، فالصاوى يرى أن معرفة الله تعالى قد تقع اضطرارًا في قلب العبد، بالإلهام أو الإشراق المعرفى، وعليه فإنه يعد الإلهام مصدرًا من مصادر التلقى في أصول العقائد، وتأكيدًا لهذا فإنه يرى أن حال العبد في هذه المعرفة الإلهامية الإشراقية؛ أعظم قدرًا من صاحب المعرفة العقلية المقننة بمناهج الاستدلال العقلى، يقول: "فمعرفة العبد ربه نور من الله يقذفه في قلبه فيدرك أسرار ملكه ويشاهد غيب ملكوته ويلاحظ صفاته" (٣).
ويقول: "واعلم أن المعرفة على قسمين خاصة وعامة، فالعامة معرفة الله
(١) هو محمد بن أحمد الطوسى المعروف بالغزالى ولد سنة: وقد تتلمذ على كبار أهل العلم في عصره منهم إمام الحرمين الجويني. فقيه أصولى متكلم صوفى، برع في هذه العلوم حتى صنف فيها عددًا من المؤلفات، من أشهرها كتاب إحياء علوم الدين، توفى الغزالي سنة: ٥٠٥ انظر: وفيات الأعيان: (٤/ ٢١٦)، وشذرات الذهب: (٤/ ١٠). (٢) قواعد العقائد: ٢٦٥. (٣) المرجع السابق/ ٤١، ٤٢، والحاشية على جوهرة التوحيد: ١٤.
1 / 80