187

Views of Al-Qurtubi and Al-Maziri on Creeds

آراء القرطبي والمازري الاعتقادية

ناشر

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الطبعة الأولى

سال انتشار

١٤٢٧ هـ

محل انتشار

مكة المكرمة - المملكة العربية السعودية

ژانرها

يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٥٣)﴾ (^١)، وقال تعالى: ﴿وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (٢٠) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (٢١)﴾ (^٢).
وغيرها من الآيات الكثيرة الدالة على ذلك.
قال ابن تيمية ﵀: "فالاستدلال على الخالق بخلق الإنسان في غاية الحسن والاستقامة، وهي طريقة عقلية صحيحة، وهي شرعية دلَّ القرآن عليها، وهدى الناس إليها، وبيَّنها وأرشد إليها ... هذا يعلمه الناس كلهم بعقولهم سواء أخبر به الرسول أم لم يخبر، لكن الرسول أمر أن يستدل به ودل به، وبيِّنه واحتج به، فهو دليلٌ شرعيٌّ؛ لأن الشارع استدل به، وأمر أن يستدل به، وهو عقلي؛ لأنه بالعقل تعلم صحته" (^٣).
وقال ابن القيم ﵀: "لما كان أقرب الأشياء إلى الإنسان نفسه دعاه خالقه وبارئه ومصوره وفاطره من قطرة ماء إلى التبصر والتفكر في نفسه، فإذا تفكر الإنسان في نفسه استنارت له ايات الربوبية، وسطعت له أنوار اليقين، واضمحلت عنه غمرات الشك والريب" (^٤).
وقال أيضًا: "وإذا تأملت ما دعا الله سبحانه في كتابه عباده إلى الفكر فيه أوقعك على العلم به ﷾ وبوحدانيته وصفات كماله، ونعوت جلاله من عموم قدرته وعلمه،، وكمال حكمته وإحسانه، وبره ولطفه، وعدله، ورضاه، وغضبه، وثوابه وعقابه، فبهذا

(^١) سورة فصلت، الآية: ٥٣.
(^٢) سورة الذاريات، الآيتان: ٢٠، ٢١.
(^٣) النبوات (١/ ٥٢).
(^٤) التبيان في أقسام القرآن (١/ ١٩٠).

1 / 208