اساسهای فرهنگی ملل: سلسلهمراتب، پیمان و جمهور
الأسس الثقافية للأمم: الهرمية والعهد والجمهورية
ژانرها
الفصل الخامس:
بحلول القرن السادس عشر، كانت ثمة أدلة كثيرة على انتشار مشاعر القومية لدى النخب في عدة دول أوروبية، بدءا من روسيا وبولندا وحتى إنجلترا وفرنسا والدنمارك. إلا أن «الطفرة» التي أدت إلى نشوء الأمم الشعبية والقوميات الأولى، حدثت في أعقاب الإصلاح البروتستانتي. وبالعودة إلى العهد القديم وعهد إسرائيل، وسع المصلحون المتطرفون، لا سيما الكالفينيين، فكرة الاختيار الإلهي لتشمل كنائس وجماعات بأكملها وأمما. في اسكتلندا وإنجلترا وهولندا، وأيضا في المدن السويسرية والمستعمرات الأمريكية، أدى تزايد ارتباط المجتمع القومي بفكرة الشعب المختار المحتمل بين البيوريتانيين إلى حشد أعداد أكبر من الأشخاص ومنحهم رؤية فعالة للخلاص الجماعي من خلال الوحدة السياسية، والحكم الذاتي، وهوية المصير. وأصبحت القوميات والأمم «العهدية» الناتجة مهودا ونماذج للأشكال العلمانية اللاحقة.
الفصل السادس:
بدلا من قطع العلاقة بكل ما حدث من قبل، تكونت الأمة «الجمهورية» العلمانية اعتمادا على تأثير وإلهام الأمم العهدية. وعلى نحو مشابه، فعلى الرغم من العلمانية الراديكالية للأمة الجمهورية، فإن قوميتها غالبا ما كانت محاكاة لطقوس الأديان التقليدية وليتورجياتها وممارساتها. وتمكنت القومية بوصفها «دينا علمانيا للشعب» أن تجمع بين ميثاق مواطنة إنساني وأرضي صرف وبين عبادة الشعب للأمة. وأثناء «مهرجانات» الاحتفاء بالثورة الفرنسية، تمكن هذا الجمع بين الروح العلمانية والروح الدينية، ممثلتين في وطنية الدول المدن القديمة المبعوثة من جديد، وفي العقود المقدسة لأساطير الاختيار الإلهي والعهد؛ من تعبئة جيوش هائلة وبث مشاعر حماسية على نطاق واسع. إن انتصار القومية الجمهورية داخل أوروبا والغرب، وفي الخارج أيضا، يعود بقدر كبير إلى أبعادها «المقدسة» والشعبية.
الفصل السابع:
على الرغم من ذلك، بدلا من التخلص من النماذج السابقة من الأمم، فإن القومية الجمهورية العلمانية تجد نفسها باستمرار في تحد مع ما تبقى من سمات ثقافية لهذه النماذج السابقة. ويتمثل ذلك في التاريخ الحديث لليونان؛ حيث واجه المشروع اليوناني الجمهوري تحديا من قبل النموذج القومي «البيزنطي»، ثم اندمج معه لاحقا، ذلك النموذج الذي كان يتكون من ذكريات هرمية (إمبراطورية) ومعتقدات عهدية أرثوذكسية يونانية بالمقدار نفسه. فعلاوة على أننا نجد آثارا للسمات الهرمية، في ملكية بريطانيا على سبيل المثال، فإن جمهوريات مثل الولايات المتحدة وإسرائيل وفرنسا ما زالت تعج بأساطير ومعتقدات نابعة من الأمم والقوميات العهدية السابقة؛ ومن ثم تقدم لكل جيل من أجيال الجماعة تواريخ عرقية ومصائر قومية بديلة. وعلى الرغم من أن هذه التقاليد الثقافية المختلفة يمكن أن تسفر عن صراع أيديولوجي داخل المجتمعات القومية، فإن تنافسها وتضافرها يمكن أيضا أن يقويا الوعي القومي، ويحافظا على نسيج الأمة.
الخاتمة:
يختتم الكتاب بملخص لما سردته عن علم الاجتماع التاريخي للأمم، ويوضح باختصار بعض الآثار الأطول أمدا التي من المحتمل أن تؤثر على الأمم والقومية في العالم المعاصر.
تمهيد
انبثق هذا الكتاب عن بحث قدمته للمؤتمر السنوي الرابع عشر لجمعية دراسة العرقية والقومية في كلية لندن للاقتصاد في أبريل 2004. وأصبح موضوع المؤتمر: «متى تنشأ الأمة؟» موضوعا لكتاب حمل الاسم نفسه، حرره الدكتور أتسوكو إيتشيجو والدكتورة جوردانا أوزيلك، اللذان نظما أيضا هذا المؤتمر البالغ النجاح. وإني لأدين لهما بوافر الشكر على تكريمهما الرائع لي عند تقاعدي، وأيضا على التحفيز المبدئي والدعم المستمر.
صفحه نامشخص