اساسهای فرهنگی ملل: سلسلهمراتب، پیمان و جمهور
الأسس الثقافية للأمم: الهرمية والعهد والجمهورية
ژانرها
إلا أن استشهاد هستنجز بالنموذج السياسي المذكور في العهد القديم، رغم عدم تطويره له، يصب في صميم الموضوع إلى حد بعيد. إن روح الأناجيل عالمية، على أي حال، والكنيسة المسيحية تتجاوز الحدود الإقليمية؛ فعلى مدار جزء كبير من تاريخها استفادت من مفكرين وليتورجيات ولغات من جنسيات مختلفة. وعلى النقيض من ذلك، تقوم الأمم والقومية على مبادئ التنوع الثقافي والفردية والأرض المقدسة، وتتطلبان مصادر ونماذج مختلفة لا سيما في المراحل المبكرة من القومية. وهذا يعني أننا نحتاج إلى أن ننصرف عن المسيحية ذات التوجه العالمي ونعود إلى أصلها اليهودي على وجه التحديد في الكتاب المقدس العبري.
هنا بدأ الإصلاح مرحلة جديدة في عمليات تكوين الأمم، وفي ظهور حركة القومية الأيديولوجية في نهاية المطاف. وعلى الرغم من أن الإصلاح بدأ كحركة رؤيوية أوروبية مناهضة للبابوية، وكانت رسالتها الأساسية متعلقة بالتبرير بالإيمان من خلال النعمة لا من خلال أعمال الفرد، فإن التطور اللاحق للإصلاح، لا سيما تحت تأثير كالفين وزفينجلي وكنائسهما المصلحة، شهد انشغالا أكبر بالعالم وسعيا للاختيار الإلهي من خلال علامات الانتماء إلى الجماعة، والانضباط الأخلاقي الجمعي، والأعمال العامة.
23
قدم الإصلاح اللاحق سياقا للعودة إلى العهد القديم، وتحديدا إلى روايات وقوانين أسفار موسى الخمسة، من جانب أعضاء كثيرين في الكنائس المصلحة غير اللوثرية، أبرزهم أتباع زفينجلي وكالفين، وقدم كذلك سياقا لإعادة تقييم مكانتها في الشريعة المسيحية. ويقارن سيمون شاما طابع «القداسة الكلية» للعهد الجديد مع الطبيعة «الدنيوية» للعهد القديم، في نظر الكنائس المصلحة، ويوضح التالي:
كانت نتيجة ذلك كله إنقاذ العهد القديم من مكانته في الثيولوجيا الكاثوليكية كمقدمة ضرورية، و«مرحلة ثانية» في غائية الخطيئة الأصلية والفداء النهائي، واستعادة نوع من التماثل المكمل إلى العلاقة بين الكتابين. في النظرة الكاثوليكية إلى العالم، طمست طبيعة العهد القديم الرمزية الإسقاطية بالتفرقة بين المسيحيين واليهود الذين قتلوا الرب في البداية، إن جاز التعبير. وفي العقلية الكالفينية، فإن الوقائع المسيحانية النهائية «لا يمكن» فهمها إلا من خلال تاريخ اليهود الذين من خلالهم نفذ الرب مشيئته.
24
ماذا كانت هذه الطبيعة الرمزية الإسقاطية التي راقت جدا لأعضاء الكنائس المصلحة؟ لم يكن أبطال العهد القديم محل تجاهل كما كان يبدو؛ فقد كانت توجد إشارات كثيرة إلى إبراهيم وموسى ويشوع وداود وسليمان والأنبياء، سواء في الأدب أو النصوص السياسية، أو فن العصور الوسطى، وهي إشارات تجدها في الكثير من النوافذ ذات الزجاج الملون والمنحوتات التي تصور أبطال الكتاب المقدس في الكنائس والكاتدرائيات والأبرشيات. إلا أن هذه الطبيعة الإسقاطية كانت من نواح عديدة جزءا من التقليد الهرمي، وعندما سعت إلى تقديس الملكية أصبحت على نحو متزايد عنصرا أساسيا في رمزية الأمم الملكية و«الوطنية التي مركزها التاج». وقد سعى عدد كبير من الملوك الإنجليز بدءا من ألفريد وحتى هنري الثامن وإليزابيث إلى أن يتخذوا من ملوك يهوذا القديمة نموذجا لهم؛ ربما كانوا مدركين أيضا لاعتمادهم على سخط الرب، كما يعبر عنه النبي هوشع:
أنا أعطيتك ملكا بغضبي وأخذته بسخطي. (هوشع 13: 11)
لم تكن الملكية المقدسة مكونا مهما في تراث العهد القديم في الكنائس المصلحة، على الرغم من أنهم من وقت لآخر كانوا يطلبون حماية وقيادة الأمراء البروتستانت أمثال ويليام أمير أورانج. وما جذبهم حقا إلى الكتاب المقدس العبري كان سرد الخروج والوحي عند جبل سيناء، بالإضافة إلى الرحلة إلى أرض الميعاد ونبوءات الخلاص التي حققها. وهذا يعني أنهم كانوا منجذبين للتوراة اليهودية والأنبياء اليهود، وإلى سفر المزامير، وكلها أمور تشهد على الاختيار الإلهي لشعب إسرائيل القديم، ومعاناتهم في التيه، ووعد الخلاص في أرضهم.
25
صفحه نامشخص