يجتمع بأبي بكر بن السراج فيقرأ عليه صناعة النحو وابن السراج يقرأ عليه المنطق."١.
وأما اشتغاله بالموسيقى فيشهد عليه احتجاجه بوجوه القراءات في كتاب كان قد ابتدأ بإملائه وارتفع منه بعض "كذا" ما في سورة البقرة من وجوه الاختلاف٢ ... وتصنيفه كتابا في العروض٣ والقافية.
أخلاقه ومكانته العلمية:
كان أحد الأئمة المجمع على فضله ونبله وجلالة قدره٤، ثقة٥ أديبا شاعرا إماما في النحو بليغا في الرأي متينا٦، مقبلا على الطرب والموسيقى، عشق ابن يانس المغني، له أخبار وهنات٧، ولم يعرف عنه أنه كان يبخس حق أستاذ له، بل كثيرا ما يثني على من يأخذ عنه، فقد ذكر أبو الحسن الرماني٨ أنه جرى بحضرة ابن السراج ذكر كتابه "الأصول" الذي صنفه فقال قائل: هو أحسن من كتاب "المقتضب" للمبرد. فقال ابن السراج: لا تقل هذا إنما استفدنا ما استفدناه من صاحب "المقتضب"، وأنشد:
ولو قبل مبكاها بكيت صبابة ... بسعدى شفيت النفس قبل التندم
ولكن بكت قبلي فهيج لي البكا ... بكاها فقلت: الفضل للمتقدم
_________
١ عيون الأنباء في طبقات الأطباء ٢/ ١٣٦.
٢ انظر الحجة في القراءات لأبي علي الفارسي/ ٤. تحقيق الدكتور عبد الفتاح شلبي.
٣ له كتاب في العروض تحقيق الدكتور عبد الحسين الفتلي مستل من مجلة كلية الآداب سنة ١٩٧٢.
٤ وفيات الأعيان ٣/ ٤٦٢.
٥ تاريخ بغداد ٥/ ٣١٩، وفيات الأعيان ٣/ ٤٦٢.
٦ طبقات النحاة لابن قاضي شهبة ١/ ٥٢.
٧ وفيات الأعيان ٣/ ٤٦٢.
٨ إنباه الرواة ٣/ ١٤٦. معجم الأباء ١٨/ ١٩٨.
1 / 11