وقد تعمدت كما سيلاحظ القارئ إلى أن أتوسع في إيراد الآيات المتشابهة(1)، وبيان التفسير الصحيح لها، ولم اكتف بذكر بعضها فحسب، تاركا البعض الآخر لنباهة القارئ وفهمه، أو لهمته في تحصيل معاني ما بقي، أو لإعماله ما قيل فيما لم يقل. فكثير من الكتب ربما لم تتوسع في إيراد الآيات المتشابهة من باب أن الاعتقاد الصحيح قد وضح؛ وأن بيان بعض الآيات المتشابهة التي يجب أن لا يساء فهمها قد تم؛ وأن كاتبها قد أمن على القارئ من فهم بعض الآيات الأخرى فهما خاطئا؛ من حيث أنه أمن عليه من العقائد الخاطئة كعقيدة الجبر والتشبيه؛ فإذا رأى القارئ آية توهم أحد هذين المعنيين وقد علم أنهما لا يليقان بالله تعالى، وقد علم أن في القرآن متشابها فلن يسيء فهم الآية، حتى وإن لم يعرف التأويل الصحيح لها. فإذا أراد القارئ معرفة التأويل الصحيح فعليه البحث بنفسه في كتب التفسير. ولكن بما أن الغرض هنا هو طرح جميع المسائل الأصولية، فلا بد من ذكر جميع الآيات المرتبطة بالعقيدة ارتباطا مباشرا؛ والله حسبي ونعم الوكيل.
وقد كان أمامي في بيان الآيات طريقان:
الطريق الأول: أن أذكر الآية المتشابهة مع المسألة التي تتعلق بها؛ فأذكر آيات الرؤية في باب نفي الرؤية، وآيات الضلال في باب نفي فعل الله للقبيح ونحو ذلك.
الطريق الثاني: أن اكتفي في الباب بعرض المسألة، وأترك الآيات المتشابهة في قسم خاص أرتبها بحسب موضوعاتها. وهذا ما آثرته لأمور ثلاثة:
كثرة الآيات المتشابهة.
ثم إن الغرض من وضعها رفع شبهة تنشأ من سوء فهمها.
وأخيرا ليكون ذلك القسم مرجعا صغيرا وسهلا، يصل القارئ من خلاله إلى أكثر الآيات التي أسيء تفسيرها.
المراد بأصول الدين ويحسن هنا تبيين المراد ب " أصول دين الإسلام" أو "أصول الدين" اختصارا
صفحه ۵