جستجوهای اخیر شما اینجا نمایش داده میشوند
قالوا كيف تقولون إنه تعالى لا يعين على القبيح، ولا يغري عليه، ويلطف بالعبد مع أنه خلق إبليس لغوايتنا، وخلق لنا شهوات سببت في معاصينا؟
والجواب هو:
أن الله تعالى لو علم أن لإبليس الدور الرئيس في غواية الإنسان لما خلقه أو لما خلى بينه وبين الخلق، ولما أبقاه إلى الآن. ولكن كما حكى تعالى مخاصمة أهل النار { ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد } (ق: 27). فدور إبليس إنما هو في تقوية الدواعي لا غير. فمن كانت له دواعي الشر، فإن إبليس هنا يقويها من حيث أنه شرير، مثلما يقويها أي إنسان له مثل تلك الدواعي. إلا أن إبليس لما كان لا يرى كان شأنه أخطر. وقد حكى لنا الله تعالى ما سيقوله إبليس { وما كان لي عليكم من سلطان الا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم } (إبراهيم: 22). وهذه الدعوة إلى الشر يشترك فيها إبليس مع غيره من أئمة الضلال، ولكنه امتاز عنهم بخفائه.
والدليل العام الذي منه ينطلق هذا التصور هو أن الله تعالى لن يضع أمام المكلف ما يعيقه، عن ما أراده الله تعالى للمكلف. أيعقل أن يدعونا الله إلى الطاعة ثم يضع أمامنا ما هو عائق لها؟
صفحه ۹۵