الْحَمد لله مُجيب الداعين ومثيب الساعين ومعطي الطالبين ومرضي الراغبين ومنجد الهالكين ومرشد السالكين رَحِيم بِالْمُؤْمِنِينَ رحمان تعم رحمتهاع الطائعين والعاصين أَحْمَده ﷾ وأشكره وَأَتُوب إِلَيْهِ وأستغفره وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ شَهَادَة نبلغ بهَا أحسن المآب وَأشْهد أَن سيدنَا مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله الْمَبْعُوث لتشريع الْملَّة وتوجيه الْخطاب وإيضاح الْأَحْكَام من الْمُبَاح
1 / 57
وَالْمَنْدُوب والمحظور والمفروض وَالْوَاجِب والاستحباب وَالْأَمر بأدائها بالالتزام والإيجاب صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله وصحبة صَلَاة وَسلَامًا دائمين إِلَى يَوْم الْجَزَاء وَفصل الْخطاب
1 / 58
الصِّفَات
١ - فصل
صانع
1 / 59
الْعَالم لَيْسَ بحادث فَلَو كَانَ حَادِثا فَلَا بُد لَهُ من صانع أحدثه ومبدع أنشأه وَذَلِكَ هُوَ الله تَعَالَى وَهُوَ المبدئ المنشئ تبَارك الله رب
1 / 60
الْعَالمين
٢ - فصل
صانع الْعَالم مَوْجُود من نظر فِي عجائب خلق السَّمَوَات
1 / 61
وَالْأَرْض وبدائع فطْرَة الْحَيَوَان يعلم أَن تِلْكَ الْأُمُور الْعَجَائِب وَذَاكَ الصنع البديع وَالتَّرْتِيب الْمُحكم لَا بُد لَهُ من صانع يدبره ويحكمه ويفرده
فيستدل بِوُجُود المصنوعات على وجود الصَّانِع قَالَ الله تَعَالَى ﴿أَفِي الله شكّ فاطر السَّمَاوَات وَالْأَرْض﴾
٣ - فصل
معرفَة الصَّانِع وَاجِبَة لِأَنَّهُ منعم وشكر الْمُنعم وَاجِب عقلا وَشرعا فَأول دَرَجَة الشُّكْر معرفَة الْمُنعم
1 / 62
الصِّفَات السلبية
أَولا الوحدانية
1 / 63
٤ - فصل
صانع الْعلم وَاحِد لَا شريك لَهُ لِأَنَّهُ لَو كَانَ لَهُ صانعان أَو أَكثر لوقع بَينهمَا تمانع وتدافع وَذَلِكَ خفض إِلَى الْفساد وَيُؤَدِّي إِلَى
1 / 64
عجز أَحدهمَا وَالْعَاجِز لَا يصلح أَن يكون إِلَهًا فَإِذا تعذر إِثْبَات صانعين كَانَ وَاحِدًا ضَرُورَة
ثَانِيًا الْقدَم
٥ - فصل
صانع الْعَالم قديم لَا أول لَهُ لِأَنَّهُ لَو كَانَ مُحدثا لاقتضى
1 / 65
مُحدثا ثمَّ كَذَلِك محدثه اقْتضى مُحدثا آخر فيتسلسل إِلَى مَا لَا نِهَايَة لَهُ فَثَبت أَن صانع الْعَالم قديم
ثَالِثا الْبَقَاء
٦ - فصل
صانع الْعَالم ابدي لَا آخر لَهُ لِأَن من ثَبت قدمه اسْتَحَالَ
1 / 66
عَدمه وَلِأَن وجوده وَاجِب وَوُجُوب وجوده يمْنَع عدم بَقَائِهِ
رَابِعا الْمُخَالفَة للحوادث
٧ - فصل
صانع الْعَالم لَيْسَ بجوهر لِأَن الْجَوْهَر متجزئ وتحله الْحَوَادِث تَعَالَى الله عَن ذَلِك علوا كَبِيرا
٨ - فصل
صانع الْعَالم لَيْسَ بجسم لِأَن الْجِسْم مؤلف من الْجَوْهَر
1 / 67
وَإِذا بَطل كَونه جوهرا بَطل كَونه جسما ضَرُورَة
٩ - فصل
صانع الْعَالم لَيْسَ بِعرْض لِأَن الْعرض لَا قيام لَهُ بِذَاتِهِ بل هُوَ مفتقر إِلَى جسم يقوم بِهِ وَالْقَدِيم ﷿ قَائِم بِذَاتِهِ غير مفتقر إِلَى مَحل يقوم بِهِ
١٠ - فصل
صانع الْعَالم لَيْسَ بِصُورَة لِأَن الصُّورَة تنشأ عَن التَّرْكِيب
1 / 68
فَإِذا نَفينَا كَونه جوهرا وجسما نَفينَا كَونه صُورَة
١١ - فصل
صانع الْعَالم لَا يُوصف باللون والطعم والرائحة والحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة لِأَن الألوان والطعوم والحرارة والبرودة والروائح والطبائع الْأَرْبَعَة أَعْرَاض تحل فِي الْجَوَاهِر فَإِذا نَفينَا كَونه عرضا وَكَونه محلا للأعراض يَنْتَفِي جَمِيع ذَلِك
خَامِسًا الْقيام بِالنَّفسِ
١٢ - فصل صانع الْعَالم لَيْسَ فِي جِهَة وَلَا تحويه الْجِهَات السِّت
1 / 69
لِأَنَّهَا حَادِثَة وَهُوَ الَّذِي خلقهَا فَلَو صَار مُخْتَصًّا بِجِهَة بَعْدَمَا خلقهَا لَكَانَ يتخصص بمخصص وَذَلِكَ بَاطِل
١٣ - فصل
صانع الْعَالم لَيْسَ فَوق الْعَالم وَلَا فِي جِهَة خَارجه عَنهُ
1 / 70
لِأَنَّهُ لَو كَانَ كَذَلِك لَكَانَ محاذيا للْعَالم وكل محاذ بجسم إِمَّا أَن يكون مثله أَو أكبر أَو اصغر وَكَانَ ذَلِك تَقْديرا يحْتَاج إِلَى مُقَدّر تَعَالَى عَن ذَلِك
١٤ - فصل
رفع الْأَيْدِي إِلَى السَّمَاء عِنْد الدُّعَاء إِنَّمَا ترفع لِأَنَّهَا قبْلَة الدُّعَاء كالتوجه إِلَى الْكَعْبَة فِي الصَّلَاة وَوضع الْوَجْه على الأَرْض عِنْد السُّجُود وَإِن لم يكن الله ﷿ فِي الْكَعْبَة وَلَا تَحت الأَرْض
1 / 71
١٥ - فصل
صانع الْعَالم لَا يُوصف بِكَوْنِهِ مُتَمَكنًا فِي مَكَان لِأَنَّهُ كَانَ فِي الْأَزَل غير مُتَمَكن فَلَو تمكن بَعْدَمَا خلق الْمَكَان لتغير عَمَّا كَانَ تعالي الله عَن ذَلِك
1 / 72
الاسْتوَاء
1 / 73
١٦ - فصل
استواؤه على الْعَرْش حق وَصدق وَنحن نؤمن ونعتقد على الْوَجْه الَّذِي أَرَادَهُ وَلَا نشتغل بكيفيته
1 / 75
النُّزُول
١٧ - فصل
نُزُوله إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا تفضل وَرَحْمَة لَا نقلة
1 / 76
وحركة لما ذكرنَا
١٨ - فصل
وَله يدان هما صفته يخلق بهما مَا يَشَاء وهما يَد خلق
1 / 78