40
وقد ذهب بعض الباحثين مذهبنا هذا في تحول آلهة الرافدين إلى ملائكة عند اليهود، ولكن في إشارات سريعة ولمحات خاطفة دون تفصيل، مثلا جاء في قول «ديورانت»: «... ولعل اليهود قد صاغوا ملائكتهم من هذا الحشد العظيم من الآلهة.»
41
وسيرا وراء تدعيم مذهبنا نتناول صفحات الكتاب المقدس، فيطالعنا سفر حزقيال برؤياه لطائفة من الملائكة تسمى الكروبيين أو الكروبيم يصفها قائلا: «... لكل منها أربعة أوجه، وجه إنسان ووجه أسد ووجه ثور ووجه نسر، ولكل منها أربعة أجنحة تحتها أيدي إنسان.»
42
ويعلق «د. السيد بكر» على هذه الرؤيا بقوله: «وحزقيال متأثر في هذا الوصف - ولا ريب - بتماثيل وصور الكائنات الجنية المجنحة التي كانت تحرس معابد بابل وقصورها، والتي شهدها حزقيال قطعا إبان المنفى.»
43
ويؤكد ذلك أن في سفر حزقيال إشارات مباشرة إلى الصور المحفورة على الجدران في بابل.
44
وتبعا لهذا التطور الذي تحول بمجموعة الآلهة القديمة إلى أتباع للإله الأكبر الخالق، فقد سار العرب على السنة نفسها، وقالوا إن لله ملائكة يملكها، والصابئة (وهم يعودون بأصلهم وبعقيدتهم إلى بابل فيما يزعم بعض الباحثين) من العرب، كانوا يدينون للعقيدة القديمة فيعبدون الملائكة. وكانوا مع بقية العرب ينظرون إليها على أنها شفعاء إلى الله. وغني عن التعريف أن الإسلام قال أيضا بهذه الملائكة وبنفس الاسم «ملائكة»، واعتبرها كائنات نورانية مجنحة ...
صفحه نامشخص