ارگانون جدید
الأورجانون الجديد: إرشادات صادقة في تفسير الطبيعة
ژانرها
أي أغلاط الطبيعة أو الفلتات والمسوخ، حيث تنحرف الطبيعة، وتزيغ عن مسارها المعتاد، والفرق بين أغلاط الطبيعة وبين «الشواهد الفريدة» هو أن الشواهد الفريدة هي غرائب الأنواع بينما أغلاط الطبيعة هي غرائب الأفراد، غير أن الفائدة واحدة في الحالتين؛ لأنها تحصن العقل في مواجهة العادة (إذ تصوب الانطباعات الخاطئة التي تومئ بها الظواهر المعتادة إلى الذهن) وتكشف الصور المشتركة، هنا أيضا ينبغي علينا مواصلة البحث حتى نكتشف سبب الانحراف، إلا أن هذا السبب لا يرقى إلى أن يكون صورة، بل فقط إلى «العملية الكامنة» التي تؤدي بنا إلى الصورة، إن من يعرف طرائق الطبيعة قمين أيضا أن يميز الانحرافات بسهولة أكبر، وفي المقابل من يميز الانحرافات قمين أن يقف على الطرائق على نحو أدق.
وهي أيضا تختلف عن الشواهد الفريدة في أنها تقدم عونا أكبر للجانب العملي والتطبيقي، فأن ننتج أنواعا جديدة ذلك أمر شديد الصعوبة، وأيسر من ذلك بكثير أن ننوع في الأنواع المعروفة فننتج بذلك كثيرا من الأشياء النادرة وغير المألوفة،
39
إنه انتقال سهل من غرائب الطبيعة إلى غرائب الفن، فما إن تلاحظ إحدى الطبائع في تنوعها، ويعرف سبب ذلك بوضوح، حتى يتسنى لنا أن نوجد تلك الطبيعة بواسطة الفن بنفس الدرجة التي وصلت إليها بواسطة المصادفة، لا في حالة واحدة فحسب، بل في غيرها أيضا، فالأغلاط في جانب ما تكشف وتميط اللثام عن الأغلاط والانحرافات في جميع الجوانب، لا حاجة هنا إلى أمثلة كثيرة جدا، فإن علينا أن نضع مجموعة أو تاريخا طبيعيا خاصا لجميع الشوهات والنواتج المعجزة للطبيعة، ولكل جدة أو ندرة أو شذوذ في الطبيعة، على أن نتخذ في ذلك أشد درجات الحذر حتى نضمن المصداقية، وسوف نشك - بصفة خاصة - في الأشياء التي تعتمد على الديانة بأي شكل من الأشكال، مثل المعجزات عند ليفي
Livy ،
40
ومثل ما نجده عند المؤلفين في السحر الطبيعي أو الخيمياء ومن على هذه الشاكلة من أولئك المشغوفين بالحكايات الخرافية، فالحقائق إنما ينبغي أن تلتمس في تاريخ رصين وأمين وفي روايات موثقة. ••• (30) في المرتبة التاسعة من شواهد الامتياز سأضع «الشواهد الحدية»
borderline instances
41
التي أسميتها أيضا «شواهد المشاركة»
صفحه نامشخص