ارگانون جدید

عادل مصطفى d. 1450 AH
51

ارگانون جدید

الأورجانون الجديد: إرشادات صادقة في تفسير الطبيعة

ژانرها

15

ولا الزئبق (على ما أذكر)، ولكن الفضة تبعث بعض الحرارة، وكذلك النحاس (على ما أذكر)، وكذلك - وبشكل أوضح - النحاس، وأكثر من كل ذلك الحديد والصلب اللذان لا يبعثان فقط حرارة شديدة في الذوبان بل وبقبقة عنيفة؛ لذا فيبدو أن الحرارة تتسبب عن الصراع، إذ تخترق المذيبات القوية تلك المواد وتحفر فيها وتمزق أجزاءها إربا إربا بينما المواد ذاتها تقاوم، أما إذا أذعنت المواد بسهولة أكبر فقلما تتولد حرارة. (26)

للمثال 20: ليس هناك مثال سلبي لحرارة الحيوانات إلا الحشرات (كما ذكرت سابقا)، بسبب صغر حجم أجسامها، ففي الأسماك - مقارنة بحيوانات اليابسة - فإن الملاحظ وجود درجة منخفضة من الحرارة وليس غياب الحرارة، أما في الخضروات والنباتات فليس ثمة حرارة مدركة باللمس لا في مادتها الصمغية ولا في نسغها حين يكشف، وأما في الحيوانات فنجد تنوعا كبيرا في درجات الحرارة، سواء في أجزائها (إذ إن كمية الحرارة حول القلب وفي الدماغ وفي الأطراف تتفاوت جميعا) أو في حالاتها العارضة مثل الجهد الجسماني العنيف والحميات. (27)

للمثال 21: قلما نجد مثالا سلبيا لهذا المثال، وحتى فضلات الحيوان غير الطازجة بها حرارة كامنة، مثلما نرى من تخصيبها للتربة. (28)

للمثال 22، 23: للسوائل (سواء المائية أو الزيتية ) اللاذعة بشدة فعل يشبه الحرارة في تمزيق الأجسام وحرقها في النهاية، وإن لم تكن حارة للمس في البداية، ولكن مفعولها يتوقف على قابليتها وعلى مسامية الجسم الذي تلامسه، فالماء الملكي يذيب الذهب، ولكن لا يذيب الفضة، بينما الماء القوي يذيب الفضة ولا يذيب الذهب، وكلاهما لا يذيب الزجاج وهكذا البقية. (29)

للمثال 24: جرب الكحول على الخشب وعلى الزبد وعلى الشمع وعلى القار؛ لترى ما إذا كان يذيبها بحرارته، فالمثال 24 يبين أن له خواص تماثل خواص الحرارة في إحداث التحميص، أجر أيضا تجربة باستخدام ترمومتر مدرج

16

مقعر من قمته، وصب في تجويفه كحولا جيد التقطير وأغلقه بغطاء لتحفظ حرارته، وانظر ما إذا كان يسبب هبوط الماء في الترمومتر بفعل حرارته. (30)

للمثال 25: التوابل والأعشاب الحريفة حارة في الحلق، وأشد حرارة في المعدة، لاحظ إذن على أية مواد أخرى تؤتي تأثيراتها الحرارية، وينبئنا البحارة بأنه عندما تفتح كميات كبيرة من التوابل فجأة بعد انغلاقها لمدة طويلة فهناك خطر من الحمى والالتهاب على من يقلبها أو يخرجها، بوسعنا إذن إجراء تجربة لمعرفة ما إذا كانت هذه التوابل والأعشاب عندما تسحق تجفف السمك واللحم المتدلي عليها مثلما يفعل الدخان. (31)

للمثال 26: هناك تأثير لاذع ونفاذ في كل من الأشياء الباردة كالخل وزيت الزاج، والأشياء الحارة كزيت العترة وأشباهه، وكلاهما لذلك يسبب ألما في المواد الحية، وتأثيرا ممزقا وأكولا للأجزاء غير الحية، وليس هناك أي مثال سلبي لهذا، ولا هناك أي ألم في الحيوان غير مصحوب بإحساس الحرارة. (32)

صفحه نامشخص