ارگانون جدید
الأورجانون الجديد: إرشادات صادقة في تفسير الطبيعة
ژانرها
المثال السلبي الأول أو المقترن بالمثال الموجب الأول: أشعة القمر أو أشعة النجوم أو المذنبات وجد أنها غير حارة للمس، بل إن أشد البرد ليلاحظ حدوثه في تمام القمر، غير أن النجوم الثابتة الكبرى يعتقد أنها تزيد حرارة الشمس قوة وحدة عندما تمر تحتها أو تقترب منها، مثلما يحدث عندما تكون الشمس في برج الأسد
Leo ، أو في أيام الشعرى
Dog days . (2)
مثال سلبي للمثال الموجب الثاني: لا تعطي أشعة الشمس حرارة لما يسمى المنطقة الوسطى من الجو، والتفسير الشائع لهذا تفسير معقول تماما، فهذه المنطقة ليست قريبة اقترابا كافيا من جرم الشمس الذي تنبعث منه الأشعة، ولا من الأرض التي تنعكس بها، يتضح هذا من قمم الجبال (ما لم تكن شاهقة جدا) حيث الجليد موجود بصفة دائمة، ومن جهة أخرى فقد لاحظ الرحالة أنه في قمة تينيريف
9
وكذلك سلسلة جبال أندس
Andes
10
في بيرو؛ تخلو قمم الجبال من الجليد، ولا يوجد جليد إلا على المنحدرات الدنيا. كذلك لوحظ في الذرى الحقيقية أن الهواء ليس باردا ولكنه خفيف حاد، بحيث إن حدته المفرطة في أندس تلسع العين وتؤذيها، وتلسع الفم أيضا والمعدة وتسبب القيء، كذلك لاحظ الكتاب في العصر الإغريقي القديم أن الهواء على قمة الأوليمب خفيف جدا، بحيث يتعين على من يرتقيها أن يأخذ معه إسفنجا مغمسا في الخل والماء ويضعه من وقت لآخر على فمه وأنفه؛ لأن خفة الهواء تجعله غير كاف للتنفس، كان يقال أيضا عن هذه القمة: إنها ساكنة غير مضطربة بالمطر أو الجليد أو الريح، بحيث إن آثار الأحرف المتروكة على رماد الأضاحي على مذبح جوبيتر التي تخطها أصابع المضحين تبقى كما هي حتى العام التالي، وحتى في يومنا هذا يصعد الصاعدون إلى قمة تينيريف أثناء الليل لا النهار، وينصحهم مرشدوهم أن يأخذوا في الهبوط السريع بعد شروق الشمس مباشرة، لكي يتجنبوا الخطر (الناجم فيما يبدو عن خفة الهواء) الذي يعوق تنفسهم ويصيبهم بالاختناق.
11 (3)
صفحه نامشخص