انس مسجون و راحت محزون

صفی‌الدین حلبی d. 625 AH
89

انس مسجون و راحت محزون

أنس المسجون وراحة المحزون

پژوهشگر

محمد أديب الجادر

ناشر

دار صادر

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٩٩٧ م

محل انتشار

بيروت

ژانرها

[بالأمس قد ملككم] (١) وجاز فيكم أمره ونهيه، وقد صار إلى ما ترون، وقبض روحه ملك الملوك الحيّ الذي لا يموت، فلا تغترّوا بعده بالحياة؛ فالحياة في هذه الدّنيا متاع الغرور. ٢٥٢ - وقال أبو الحسن المدائني (٢): حدّثني عمرو بن مسعدة (٣) قال: قال لي المأمون يوما: ألا أفيدك مصون الرّوم واليونانية من الحكمة؟ قلت: بلى يا أمير المؤمنين. قال: إنّي قرأت في صحف من كتبهم أنّ الإسكندر لمّا مرض مرضه الذي مات فيه أرسل إلى أرسطاطاليس (٤) وكان معلمه الذي يصدر عن رأيه، ويعرف علمه وحقّ فضله، فقال له: أيّها الحكيم المؤتمن، خفف عن الطبيعة ما عليها من الثقل بكتاب تكتبه إلى الشّفيقة والدتي أرفية (٥) تحضّها فيه على الصّبر، وتذكّرها فيه بمن سلف من الملوك خلّفوا ما خلّفت، وصرت إلى عرصاتهم وميدان حلبتهم، قد انقطعت أخبارهم، ودرست آثارهم، فعادت الحركة سكونا، والأجسام همودا، والأرواح خفوتا؛ واقرأه

(١) ما بين معقوفين مستدرك من المروج. ٢٥٢ - انظر خبر وفاة الإسكندر وأقوال الحكماء في موته في مروج الذهب ٢/ ١٠ (٦٧٥)، ونشوار المحاضرة ٧/ ٢٥٧، وذيل كتاب تجارب الأمم ٣/ ٧٦، ومختار الحكم ومحاسن الكلم ٢٣٩، والمنتظم ٧/ ١١٧. وزهر الآداب ٣/ ٩١. (٢) تقدمت ترجمته صفحة (٥٤). (٣) عمرو بن مسعدة بن سعيد، أبو الفضل أحد كتاب المأمون، أسند الحديث عن المأمون أيضا توفي سنة (٢١٧) للهجرة. تاريخ بغداد ١٢/ ٢٠٣. (٤) أرسطاطالس أو أرسطوطالس أو أرسطو ٣٨٤ - ٣٢٢ ق. م مربي الإسكندر، فيلسوف يوناني، تأثر فلاسفة المسلمين بتآليفه التي نقلها إلى العربية إسحاق بن حنين. (المنجد). (٥) هكذا الأصل، وفي مختار الحكم ومحاسن الكلم صفحة (٢٣٩) روفيا وفي الحاشية: في ص، ح زوقيا. وفي كتاب الإسكندر المقدوني تأليف هارولد لامب أن أسمها: أولمبياس، وورد في المختار صفحة (٢٥٠) في رسالة الإسكندر لأمه: احشري الناس من بلاد لوبيه وأورفيه. . .

1 / 96