336

مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين

مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين

ناشر

مكتبة الفلاح

ویراست

الأولى

سال انتشار

١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م

محل انتشار

الكويت

ژانرها

وقال الحارث المحاسبي: "الإخلاص إخراج الخلق عن معاملة الربّ" (١).
وقال سهل بن عبد الله (٢): "الإخلاص أن يكون سكون العبد وحركاته لله تعالى خاصة" (٣).
قال الغزالي بعد ذكره لهذا التعريف: "وهذه كلمة جامعة محيطة بالغرض" (٤).
ومدار الإخلاص في كتب اللغة على الصفاء والتميز عن الأوشاب التي تخالط الشيء يقال: هذا الشيء خالص لك: أي لا يشاركك فيه غيرك.
وتطلق العرب (الإخلاص) على الزبد إذا خلص من اللبن والثقل.
و(الخِلاص) في لغة العرب: ما أخلصته النّار من الذهب والفضة.
والخالص من الألوان عندهم ما صفا ونصع.
ويقولون خالصه في العشرة: صافاه.
وجاءت هذه المعاني في الكتاب الكريم: ﴿نسْقِيكمْ ممِا في بُطُونِهِ مِنْ بَيْن فَرْثٍ ودَمٍ لَبَنًا خَالصًا﴾ (٥)، أي لا يخالطه دم ولا روث.
والمراد بقوله تعالى: ﴿خَلَصُوا نَجِيَّا﴾ (٦) في إخوة يوسف: أي انفردوا، وتميزوا عمن سواهم.
والمراد بقوله: ﴿خَالِصَةٌ لِذُكورِنا﴾ (٧)، فيما حكاه الله عن المشركين: أي لا يشركهم الإناث.

(١) إحياء علوم الدين ٤/ ٣٨١.
(٢) هو سهل بن عبد الله التستري، أحد أئمة الصوفية المتكلمين في الإخلاص والرياضة وعيوب الأفعال، له (تفسير القرآن)، و(دقائق المحبين)، ولادته في سنة (٢٠٠ هـ)، ووفاته في سنة (٢٨٣ هـ).
راجع: (وفيات الأعيان ١/ ٢١٨)، الأعلام ٣/ ٢١٠).
(٣) إحياء علوم الدين (٤/ ٣٨١).
(٤) المصدر السابق.
(٥) سورة النحل / ٦٦.
(٦) سورة يوسف /٨٠.
(٧) سورة الأنعام / ١٣٩.

1 / 359