من تواضع لله رفعه

Abd al-Malik ibn Qasim d. Unknown
17

من تواضع لله رفعه

من تواضع لله رفعه

ناشر

دار القاسم

ژانرها

وقال تعالى: ﴿كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ﴾ (١). ومن تدبر القرآن خشي على نفسه من هذه الآفة العظيمة. ولنا في حال أبي بكر ﵁ وهو الصديق خليفة رسول الله ﷺ عبرة وعظة ودرس وتربية: عن ابن أبي مليكة قال: كان ربما سقط الخطام من يد أبي بكر الصديق، فيضرب بذراع ناقته فينيخها فيأخذه، قال: فقالوا له: أفلا أمرتنا نناولكه؟ قال: إن حِبِّي ﷺ أمرني أن لا أسأل الناس شيئًا (٢). ويقال: أرفع ما يكون المؤمن عند الله أوضع ما يكون عند نفسه، وأوضع ما يكون عند الله أرفع ما يكون عند نفسه. وقال زياد النمري: الزاهد بغير تواضع كالشجرة التي لا تثمر. وكان السلف ﵏ يجاهدون أنفسهم ويحقرونها في جنب الله ﷿ حتى أن أحدهم يتأهب للمنادي! قال مالك بن دينار: لو أن مناديًا ينادي بباب المسجد: ليخرج شركم رجلًا، والله ما كان أحد يسبقني إلى الباب إلا رجلًا بفضل قوة أو سعي. قال: فلما بلغ ابن المبارك قوله قال: بهذا صار مالك مالكًا. وقال الفضيل: من أحب الرئاسة لم يفلح أبدًا (٣).

(١) سورة غافر، الآية: ٣٥. (٢) صفة الصفوة ١/ ٢٥٣. (٣) الإحياء ٣/ ٣٦١.

1 / 19