كشف شبهات الصوفية
كشف شبهات الصوفية
ناشر
مكتبة دار العلوم
محل انتشار
البحيرة (مصر)
ژانرها
والأرض فهو مخلوق لخدمة الإنسان، قال تعالى: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (الجاثية:١٣) وسيدنا محمد ﵌ هو عنوان الإنسانية بل هو الإنسان الكامل ...»
الجواب: أولًا: ماذا لو فُهِمَتْ هذه العبارة بغير هذا الفهم الذي يقول إنه هو الفهم الصحيح، وخاصة أن الناس لا يفهمون ذلك من هذه الكلمة، بل المتبادر إلى أذهانهم أن الله خلق الخلق من أجل النبي ﵌.وهذا الاعتقاد مخالف لقوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ (الذاريات:٥٦).
فإذا اختلفت اعتقاداتنا - التي ليس عليها دليل لا من كتاب الله ولا من سنة سيدنا رسول الله ﵌ - مع آية من كتاب الله الذي أنزِلَ على رسوله ﵌، فالأولى اتباع كتاب الله وسنة سيدنا رسول الله ﵌.
ثانيًا: قوله: «فمعنى القول بأنه لولا سيدنا محمد ﵌ ما خلق الله الخلق، هو أن الله ﷾ قال في كتابه العزيز: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ (الذاريات:٥٦)، فتحقيق العبادة هي حكمة الخلق، والعبادة لا تتحقق إلا بالعابدين، فالعبادة عرض قائم بالعابد نفسه، وأفضل العابدين هو سيدنا محمد ﵌، فهو عنوان العبادة، وعنوان التوحيد»
الرد: إذا كان الأمر كذلك فهل يجوز أن يقال: خلق الله الخلق من أجل الأنبياء ﵈ ومن أجل الصحابة ﵃ ومن أجل الصالحين؛ لأنهم عنوان العبادة وعنوان التوحيد؟
ثالثًا: قوله: «إن الآية تتكلم عن الجن والإنس ولا تتكلم عن الخلق أجمعين. أما باقي ما في السموات والأرض فهو مخلوق لخدمة الإنسان، قال تعالى: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (الجاثية:١٣) وسيدنا محمد ﵌ هو عنوان الإنسانية بل هو الإنسان الكامل ...»
1 / 180