236

ام القری

أم القرى

ناشر

دار الرائد العربي

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٤٠٢هـ - ١٩٨٢م

محل انتشار

لبنان/ بيروت

قَالَ الْأَمِير: أَنِّي احب العثمانيين للطف شمائلهم، وتعظيمهم الشعائر الدِّينِيَّة، وَلَكِن النَّصِيحَة للدّين تَسْتَلْزِم قَول الْحق. وَعِنْدِي أَن حضرات آل عُثْمَان الْعِظَام أنفسهم، إِذا تدبروا، لَا يَجدونَ وَسِيلَة لتجديد حياتهم السياسية أفضل من اجْتِمَاعهم مَعَ غَيرهم على خَليفَة قرشي. قَالَ الصاحب: أَخْبرنِي، أَيهَا الْأَمِير، أحد أَعْضَاء الجمعية أَنه لما رأى السَّيِّد الفراتي يمِيل للتنقيب عَن سياسة العثمانيين، واستمالة الجمعية عَلَيْهِم لَا لَهُم، ذكر لَهُ ذَلِك مرّة متلوما، وَقَالَ لَهُ: إِلَّا يَنْبَغِي ستر أَحْوَالهم والمدافعة عَنْهُم، لأَنهم أعظم دولة إسلامية مَوْجُودَة. فَأَجَابَهُ: بَان ذَلِك كَذَلِك لَوْلَا أَن فِيهِ تغرير الْمُسلمين، وتركهم متكلين على دولة مَا توفقت لنفع الإسلامية بِشَيْء فِي عز شبابها، بل أضرتها بمحو الْخلَافَة العباسية الْمجمع عَلَيْهَا، وتخريب مَا بناه الْعَرَب، وإفناء الْأمة بفتوحاتها شَرْقي أوربا ومدافعاتها، وَإنَّهُ لَا يقْصد بكشف الْحَقِيقَة وإظهارها غير إِزَالَة الْغرُور والاتكال المستوليين على جَمَاهِير الْمُسلمين بِسَبَب عدم التَّأَمُّل. ثمَّ قَالَ لَهُ: أَلَيْسَ التّرْك قد تركُوا الْأمة أَرْبَعَة قُرُون وَلَا خَليفَة، وَتركُوا

1 / 238