عمدة الرعاية بتحشية شرح الوقاية
عمدة الرعاية بتحشية شرح الوقاية
ژانرها
ومن شاء زيادة الاطلاع على أقوالهم في ورعه، وعبادته، وتقواه، وخشيته، وسخائه، وزهده، وجودة طبعه، وذكائه، واحتياطه في افتائه، وغير ذلك من الفضائل والفواضل فعليه بكتب مناقبه ك((معدن التواقيت الملتمعة في مناقب الأئمة الأربعة))، و((تبييض الصحيفة في مناقب أبي حنيفة))(1)، و((الخيرات الحسان في مناقب النعمان))(2)، و((عقود المرجان(3) في مناقب النعمان))(4)، و((شقائق النعمان في مناقب النعمان))(5)، و((قلائد عقود الدرر والعقيان في مناقب النعمان))(6)، و((الروضة العالية المنيفة في مناقب أبي حنيفة))(7)، و((المواهب الشريفة في مناقب أبي حنيفة))، و((تحفة السلطان في مناقب النعمان))(8)، و((الانتصار لإمام أئمة الأمصار))، و((البستان في مناقب النعمان))(9) ، وغير ذلك من الزبر والدفاتر التي ألفها أجلة المحدثين والأكابر.
فإن قال قائل: إن هذه المناقب التي ذكروها كلها بلا سند، ومثله لا يعتمد.
قلنا: لا، بل هي مسندة في ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم الأصفهاني(1)، و((تاريخ الخطيب البغدادي(2) )) وغيرهما من كتب الإسناد لأرباب الاستناد، مع أن ذاكري هذه الأوصاف الجميلة، وناقلي هذه المدائح الجليلة عمد الإسلام الذين يرجع إليهم، ويستند بقولهم، ويحتج بنقلهم في باب التراجم والأخبار والأحكام، وهذا القدر كاف ولإثبات فضله شاف.
ولا تظنن كما ظن بعض أفاضل عصرنا في ((إتحاف النبلاء))، وغيره من مقلديه وأتباعه أن أمثال هذه المدائح من غلو الحنفية، فإنهم ليسوا متفردين بنقلها، بل المحدثون والمؤرخون والمعتمدون قد أقروا بها.
فإن طعن طاعن بأن كثرة العبادة من إحياء الليل كله، وختم القرآن كله في ليلة، وأداء ألف ركعة ونحو ذلك بدعة، وكل بدعة ضلالة.
صفحه ۱۶۶