[31_2]
والمولي كالقريب ينزل منزلة ابن العم، يجب على صاحبه أن ينصره ويرثه إذا مات ولا وارث له؛ ومنه حديث الزكاة: مولى القوم منهم. والمولى هو الصاحب والقريب والجار والحليف والجمع موالي، يكون المولى مولى عتاقة ومولى تباعة؛ فمولى العتاقة هو الذي يكون عبدا أو أسيرا فيعتقه صاحبه فيصبح المعتق للمعتق مولى ؛ ومولى التباعة هو من يصطنع أو يحالف أي يستتبع. ومن الولاء أيضا مولى الرحم وهو من يتزوج في قبيل فينسب إلى قبيلتهم. ودية المولى نصف دية الحر، وكذلك حكمه في العقوبات يناله منها نصف ما ينال الحر؛ وأما في المواريث فمولى العتاقة يورث مولاه ولا يرث منه، ومولى التباعة لا يرث ولا يرث، وحكم مولى الرحم كحكم الأحرار يرث ويورث.
كان الموالي في الجاهلية من أجناس ونحل مختلفة، فلما كان الإسلام أصبح غير المسلمين ذمة؛ وجعلوا في الجاهلية دية المولى، وهو الحليف، خمسا من الإبل، ودية الصريح عشرا. والصريح الخالص النسب، والحليف عند العرب مولى؛ والولاء بفتح الواو القرابة، وبالكسر ميراث يستحقه المرء بسبب عتق شخص في ملكه، أو بسبب عقد الموالاة. إذا عرفت هذا فليس أمامك ما يمنع من جعل عبد الحميد من أصل عربي، وإن كان جده مولى تباعه لا مولى عتاقة، كأن يكون قد تزوج من بني عامر وانضم إليهم بسبب. هذا على شريطة ضعف الرواية القائلة بأن أجداده من سبي القادسية، وهناك تكون الفارسية أعلق ببيته من شعرات قصة.
وكان بنو أمية كثيرا ما يعتمدون على الموالي في كتابتهم ودواوينهم، فلم تمنعهم أصولهم من تولي أهم مناصب الدولة؛ فقد كان من كتاب معاوية مولاه عبد الرحمن بن دراج، وكان على ديوان الرسائل لعبد الملك بن مروان أبو الزعيزعة مولاه، وكتب للوليد على ديوان الخاتم شعيب النعماني مولاه، وعلى ديوان الرسائل جناح مولاه، وعلى المستغلات نفيع بن ذؤيب مولاه؛ وكان يكتب للمسلمة سميع
صفحه ۳۱