[17_2]
الأزمان؛ وفضلهم على الكتابة يوازي فضلهم في علوم أرادوا بثها، وقد يربوا على فضل الشعراء على الأدب.
قال الجاحظ عن لفظه إنه طلب علم الشعر عند الأصمعي فوجده لا يحسن إلا غريبه، فرجع إلى الأخفش فوجده لا يتقن إلا إعرابه، فعطف على أبي عبيدة، فوجده لا ينقل إلا ما اتصل بالأخبار وتعلق بالأيام والأنساب، وقال أنه لم يظفر بما أراد إلا عند أدباء الكتاب كالحسن بن وهب ومحمد بن عبد الملك الزيات. والكتاب يقدرون الشعر قدره أكثر مما يقدر الشعر قدر الكتابة؛ واصطلح الكتاب كما قال ابن رشيق على ألفاظ بأعيانها سموها الكتابة فما تجاوزها إلى ما سواها؛ وعرفوا معاني للبلاغة في النثر لم يتوفر للنظم مثلها؛ ولذلك كانت الإجادة في النثر أصعب من الإجادة في الشعر.
صفحه ۱۷