Ulum al-Hadith wa Mustalah
علوم الحديث ومصطلحه
ناشر
دار العلم للملايين
شماره نسخه
الخامسة عشر
سال انتشار
١٩٨٤ م
محل انتشار
بيروت - لبنان
ژانرها
وكان لجابر بن عبد الله (- ٧٨ هـ) صحيفة أَيْضًا (١)، ويرى مسلم (٢) في " صحيحه " أنها في مناسك الحج (٣)، ويحتمل أنْ يكون في بعض أحاديثها ذكر حجَّة الوداع التي ألقى فيها الرسول ﷺ خطبته الجامعة، ويوشك هذا الاحتمال أنْ يصبح يقينًا إذا عرفنا أنَّ التابعي الجليل قتادة بن دعامة السَدُوسي (- ١١٨ هـ) كان يُكْبِرُ من قيمة هذه الصحيفة ويقول: «لأَنَا بِصَحِيفَةِ جَابِرٍ أَحْفَظ مِنِّي مَن سُورَة البَقَرَةِ» (٤) ولا يبعد أنْ تكون الأحاديث التي رواها سليمان بن قيس اليشكري (٥) - وهو أحد تلامذة جابر - منقولة عن هاتيك الصحيفة (٦). وجدير بنا أنْ نُقِيمَ وَزْنًا للرواية التي تُصوِّرُ لنا وهب بن منبه (- ١١٤ هـ) يروي أحاديث جابر من إملائه (٧) حين يعقد جابر حلقة في المسجد النبوي، فيحتمل أنْ تكون هذه الأحاديث منقولة من صحيفة جابر أَيْضًا. وأقل ما يستنتج من هذا أَنَّ تلك الصحيفة كانت معروفة مشهورة بين الناس، وأنَّ من الممكن أَنْ يكون بعض تلامذة جابر قَدْ نَسَخُوهَا (٨) وإنْ كنا لا نملك أَثَرًا مَحْسُوسًا مِنْ نَسْخِهِمْ.
_________
(١) " طبقات ابن سعد ": ٥/ ٣٤٤، و" تذكرة الحُفاظ ": ١/ ١١٠.
(٢) سَتَرِدُ ترجمة الإمام مسلم في فصل «أَهَمِّ كُتُبِ الرِّوَايَةِ».
(٣) " صحيفة همام ": ص ١٤.
(٤) " التاريخ الكبير " للبخاري: ٤/ ١٨٢ ط. الهند.
(٥) ولا ريب أنَّ سليمان اليشكري كان يكتب الحديث، فحين قَالَ أَبُو بِشْرٍ لأَبِي سُفْيَانَ: «مَالِي لاَ أَرَاكَ تُحَدِّثُ كَمَا يُحَدِّثُ سُلَيْمَانُ اليَشْكُرِيُّ؟»، قَالَ أَبُو سُفْيَانُ: «إِنَّ سُلَيْمَانَ [اليَشْكُرِيُّ] كَانَ يَكْتُبُ وَلَمْ أَكُنْ أَكْتُبُ» " تقييد العلم ": ص ١٠٨.
(٦) " تهذيب التهذيب ": ٤/ ٢١٥ رقم ٣٦٩.
(٧) " تهذيب التهذيب " أَيْضًا، ترجمة وهب بن منبه. وانظر " صحيفة همام ": ص ١٤.
(٨) ومن تلامذة جابر من كبار التابعين محمد بن الحنفية (- ٨٠) ومحمد بن علي =
1 / 26