تستطيلان حتى تغطيا كتفيك وحتى تتصلا باللمة،
7
وسأدثرك بدثار مرقع رث، يثير التقزز في نفوسهم فلا يمدون أبصارهم إليك، وسأحدث أوراما حول عينيك تزيد في تنكرك، حتى ليحسب من ينظر إليك من أعدائك أنك وأهلك بعض المساكين الذين لا يفتئون يضربون في الأرض؛ على أنه ينبغي أن تلقى راعيك الأمين «أيبومايوس» الرجل الوفي الذي لا يزال يخلص لك ويفي لابنك، ويؤثر بأصفى وده زوجك، فاذهب إذن إلى جبيل كوراكس المطل على نبع أريثوزا تجد قطعانك ترعى العشب الحلو ثمة، وتسقى من السلسبيل المجاور، وتجد راعيك الشيخ يتشوف إلى رؤيتك فحيه واجلس إليه، واسأله عن كل ما تريد أن تعرف من أنباء بيتك وأهلك وعقارك، وتلبث معه حتى أعود إليك بابنك من أسبرطة؛ ابنك تليماك الذي ذهب يذرع الرحب سائلا عنك، متحسسا أخبارك حيث حل ضيفا كريما على الملك منلوس الذي أرسله إلى ليسديمون ليرى هل لا يزال أبوه حيا يرزق.» قال أوديسيوس «وا أسفاه عليك يا ولدي! ولم أيتها الربة المحيطة بكل شيء لم تخبريه أنني حي أرزق وأنني لا بد عائد إليه؟ فكنت كفيته بلاء الرحلة في تيه البحر، بينما هؤلاء الكلاب يستنزفون ثروته وماله.» فقالت تجيبه: «لا تأس على ولدك هكذا يا أوديسيوس، لقد أرسلته أنا ثمة ينشد الشرف وينشر ذكره بين الناس؛ إنه لا يلقى عنتا هناك، بل هو ينعم بالرعاية في قصر إنريدس، وأعلم أن فريقا من عشاق بنلوب يتربصون به ويترصدونه في طرقه ابتغاء أن يقتلوه قبل أن يبلغ أرض الوطن، ولكن لا ، خاب فألهم، إنهم لن يمسوه بأذى حتى تكون الأرض قد رويت من دمائهم، وغيبوا جميعا في بطونها، أولئك السفلة الذين يستحلون زادك وعتادك الآن، ثم مسته بعصاها السحرية فبدت عليه بدوات الكبر؛ فهذا جلده قد تغضن، وهاتان وفرتاه ولمته قد استطالت حتى بلغ شعرها قدميه، وها هي ذي تضفي عليه الدثار المرقع الرث، وها هي ذي تحدث الأورام حول عينه وتزوده بمزق قذرة علق بها التراب والسخام،
8
وها هي تضفي عليه بعد ذلك جلد ظبي قديم غليظ وتدفع إليه بعكازة طويلة يتوكأ عليها، وتمده بمزود
9
تدلت منه أوشية قبيحة، وأحيط بسيور من جلد عتيق.»
وافترقنا؛ فهو إلى حيث يلقى راعيه، وهي إلى حيث تلقى تليماك في مملكة ليسديمون.
لتقص على كل منهن قصة حياتها.
مع الراعي
صفحه نامشخص