ادبای عرب در دوران جاهلیت و صدر اسلام
أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
ژانرها
وخلفه ابنه المنذر فحارب اللخميين، وقهر ملكهم قابوس بن المنذر سنة 570، يوم عين أباغ
17
قرب الحيرة، وزار عاصمة الروم سنة 580م، وعليها طيباريوس، فتوج فيها. إلا أن القيصر لم يلبث أن سخط عليه، فأمر باعتقاله، وجاء به إلى القسطنطينية في أواخر سنة 581م،
18
ومنع عن أبنائه الجعالة السنوية، فثاروا في الشام، وشنوا الغارات على الأراضي البيزنطية، فطاردتهم جيوش الروم، وأسرت النعمان أخاهم الأكبر، فمال عرش الغساسنة إلى الضعف، وانفصلت عنه عدة إمارات، حتى إذا استولى الفرس على ديار الشام هوى العرش، وذابت الإمارات، وخضع أكثر أصحابها للفاتحين. على أنه عاد للغساسنة شيء من ملكهم بعدما طرد هرقل الفرس من سورية وفلسطين سنة 628، فإن مؤرخي العرب يجمعون على أن جبلة بن الأيهم آخر من ملك من بني جفنة، وأنه كان في مقدمة جيش الروم يوم اليرموك سنة 636 ثم انحاز إلى الأنصار وقال لهم: «أنتم إخوتنا وبنو أبينا.» وأظهر الإسلام ثم ارتد وخرج إلى بلاد الروم.
19
ويروون عن إسلامه وارتداده أخبارا مختلفة لا تخلو من الاصطناع.
وكان للغساسنة قسط من الحضارة لا ينبغي إنكاره لتأثرهم بحضارة البيزنطيين، ولم تكن دولتهم بدوية خالصة، لا عاصمة لها، كما زعم بعض المستشرقين، بل كان لهم مستقر في جابية الجولان حينا، وفي جلق
20
آخر، وربما كانت بصرى من قواعدهم. ويضيف إليهم مؤرخو العرب بناء القصور العالية، والبنايات العامة؛ فمهما يكن في أقوالهم من الغلو، فهي أقرب إلى الدلالة على الترف والعمران منها على البداوة والخشونة. وفي بائية النابغة التي يمدح بها أبناء جفنة وصف لملابسهم وحفلاتهم الدينية يدل على نعمتهم وتقدمهم في الحضارة، ويذهب المستشرق نيكلسون إلى أن مدينة الغساسنة كانت أوثق من مدينة اللخميين.
صفحه نامشخص