268

ادبای عرب در عصر عباسی

أدباء العرب في الأعصر العباسية

ژانرها

ومدح بعض أصدقائه من آل ورقاء وسواهم، وهذا من نوع الإخوانيات.

فالمدح والهجاء لا حظ لهما في شعر أبي فراس، وما القصيدة التي هجا بها العباسيين، ومدح العلويين، إلا من النوع السياسي، اندفع إليه شاعرنا بعاطفة التشيع لعلي وأبنائه.

ولم تكن حياته المضطربة لتسمح له بأن يفتن في وصف مشاهد الطبيعة، وأسباب اللهو، فلم يترك فيه شيئا يستحق الذكر.

وكذلك الرثاء لم يكن له يد فيه، فقد ماتت أخته فرثاها، فلم يحسن رثاءها. وماتت أخت سيف الدولة، فأراد أن يرثيها فكان رثاؤه مواساة لأخيها. ورثى ابن سيف الدولة فما تم له الإحسان. ومات سيف الدولة فلم يقل فيه شيئا على ما بينهما من مودة وقربى. وما كان لأبي فراس أن يقصر في الرثاء، وهو شاعر عاطفي، والرثاء قوامه العاطفة، ولعل تعوده ركوب الأهوال والمخاطر جعله يستهين الموت فما يرتاع له، ولا يرى فيه ما يبعث على الجزع؛ فكان يستقبل مصائب الدهر في شيء من الأنفة والاستكبار، وحبس عاطفته فلم يطلق لها العنان في التفجع والإرنان. وربما كان سكوته عن رثاء سيف الدولة مسببا عما وقع بينهما من جفاء من أجل الفداء.

ونظم في الحكم فما تأتت له البراعة؛ لأن العاطفة إذا غلبت أضعفت قوة التفكير، وإنما ترك بعض أبيات جرت مجرى الأمثال كقوله: «وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر.» وقوله: «ومن خطب الحسناء لم يغلها المهر.»

وله في الإخوانيات شعر حسن، وخصوصا ما كان منه في تسلية صديق نابته نائبة كالقصائد التي بعث بها إلى أبي العشائر، وكان هذا أسيرا عند الروم.

وأجمل شعره ما جاء في مفاخره ورومياته، ونحن نعتمد عليها في دراسته ونلم إلماما بغزله.

غزله

لأبي فراس غزل يأتي به مرة في صدور مفاخره وإخوانياته، وأخرى مستقلا في مقطعات صغيرة. ويختلف عن غيره من متغزلي المولدين بأنه لم يتعهر فيه، وإن استخف في بعضه حيث يذكر مجالس لهوه. ولم يتذلل لمن يحبه، فيدعوه بسيده ، ومالك رقه، أو يفرش خديه تحت أقدامه، بل يغلب عليه الكبر والأنفة. وإذا برح به الوجد حبس دمعه على عيون الناس لئلا يتبينوا فيه ضعفا، وأبى أن يبكي إلا محتجبا بقميص الليل. ثم لا يغفل عن نعت دمعه بصفات ترفعه من وهدة الذل، فهو العصي، ومن خلائقه الكبر.

وإذا رأى من حبيبه صدودا استرضاه على شيء من الاعتداد بالنفس:

صفحه نامشخص