طوق النجاة
طوق النجاة
ناشر
دار التوزيع والنشر الإسلامية
شماره نسخه
الثامنة
سال انتشار
١٤١٣ هـ - ١٩٩٢ م
محل انتشار
مصر
ژانرها
ﷺ .. فكم من شباب فقد نفسه لأنه كان يسير بمفرده ... وتأمل ما قاله الله ﷿ لرسول -ﷺ- ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ (١).
ضرورة التآخي في الله:
ولابدّ أن يكون الرباط الذي يربط بين هذه الأفراد ولو كانوا اثنين بعد رباط العقيدة هو رباط الأخوة في الله .. تتجسّد معاني المحبة في الله فيما بينهم، ويصعدون في مدارجها حتى يصلوا إلى ما وصل إليه سلفنا الصالح .. كانوا إذا وضع أحدهم اللقمة في فم أخيه يجد طعمها في ريقه، وإذا احتاج مالًا وضع يده في جيب أخيه دون استئذان .. وإذا ابتعد عنه أخوه شعر كأن جزءًا عزيزًا قد فقد منه ... هذه الرابطة إذا وعيت بذرتها حتى نبتت، ثم اشتد عودها حتى أثمرت .. كانت نورًا ووقاء يوم القيامة «إن من عباد الله لأناسًا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى. قالوا: يا رسول الله تخبرنا من هم؟ قال:
_________
(١) الكهف: ٢٨.
1 / 41