وأيضا قد يمكن أن يكون شىء فى موضع من المواضع واحدا فقط، وعلى الإطلاق لا يمكن أن يكون واحدا فقط. وكذلك ذبح الأب حسن فى موضع من المواضع، بمنزلة ما هو فى طريبالس، وليس هو حسنا على الإطلاق. أو يكون هذا المعنى لا يدل على أنه فى موضع من المواضع، لا بل يدل على أنه عند قوم، لأن هو، لا القوم، حيثما كانوا، فذلك عندهم حسن.
وأيضا فقد ينتفع بشرب الدواء فى وقت من الأوقات، أعنى فى وقت المرض، وليس ينتفع به على الإطلاق؛ أو يكون هذا المعنى لا يدل فى وقت من الأوقات، لكنه يكون نافعا لمن هو فى حالة علة. وذلك أنه إذ كان بهذه الحال فقط، ينتفع به من غير أن يقال أى وقت كان. — والذى يقال على الإطلاق هو الذى يقال إنه حسن أو ضد ذلك من غير أن يزيد عليه شيئا، مثال ذلك أنك لا تقول إن ذبح الأب حسن مطلقا، بل نقول أنه حسن عند قوم؛ فليس هو إذا حسنا على الإطلاق. وقد تقول: إن عبادة الله حسنة، من غير أن تضيف إلى قولك شيئا آخر، وذلك أن عبادة الله على الإطلاق حسنة. — فيجب متى ظن بشىء من الأشياء أنه حسن أو قبيح أو شىء آخر مما أشبه ذلك من غير أن يحتاج إلى أن يزاد فيه شىء من الأشياء، فهو كذلك على الإطلاق.
][ تمت المقالة الثاتية من كتاب طوبيقا ][
][ وجدت فى آخر هذه المقالة ما هذه حكايته: فى هذه المقالة مواضع يسيرة ترجمناها على ما أوجبه ظاهر لفظها ولم يصح لنا معاها؛ ونحن نراجع النظر فيها، فما صحح لنا معناه منها نبهنا عليه إن شاء الله.
صفحه ۵۳۱