طوپیقا لأرسطوطالیس

ابو عثمان دمشقی d. 305 AH
189

طوپیقا لأرسطوطالیس

طوپيقا لأرسطوطاليس

ژانرها

وينظر أيضا إن كانت الأجزاء تفسد بفساد الكل. فإن الذى ينبغى أن يلزم عكس ذلك، أعنى أن تكون الأجزاء إذا فسدت فسد الكل؛ وإذا فسد الكل فليس واجبا ضرورة أن تفسد الأجزاء. — أو إن كان الكل خيرا أو رديئا، والأجزاء ولا واحد من هذين، أو إن كان الأمر بالعكس حتى تكون الأجزاء جيدة أو رديئة والكل ولا واحد من هذين. وذلك أنه ليس يمكن أن يكون شىء جيد أو ردىء من أشياء ليست واحدا من هذين. ولا يمكن أن يكون من أشياء رديئة أو جيدة ما ليس هو واحدا من هذين. — أو إن كان أحد الاثنين أولى بأن يكون جيدا منم الآخر بأن يكون رديئا، والذى من هذين ليس هو بأن يكون جيدا أولى منه بأن يكون رديئا — مثال ذلك أن القحة إن كانت من الشجاعة والظن الكاذب، فإن الشجاعة أولى بأن تكون شيئا جيدا من الظن الكاذب بأن يكون شيئا رديئا. فقد كان يجب أن يكون الذى منهما يلزم الأول حتى يكون إما على الإطلاق جيدا أو بأن يكون جيدا أولى منه بأن يكون رديئا. إلا أنا نقول إن هذا ليس هو من الاضطرار إن لم يكن كل واحد من هذين جيدا أو رديئا بذاته. وذلك أن كثيرا من الأشياء الفاعلة كل واحد من الاثنين ليس بجيد، فإذا اختلطت صارت شيئا جيدا، أو بعكس ذلك: أعنى أن كل واحد منهما شىء جيد، وإذا اختلطت صارت شيئا رديئا أو صارت ولا واحد من هذين. وما قلناه فى هذا الموضع يبين خاصة فى الأمور الفاعلة للصحة والفاعلة للمرض. فإن بعض الأدوية يبلغ من حالها إلى أن يكون كل واحد من اثنين منها على حدته جيدا، فإذا خلطا وتبودلا كانا شيئا رديئا.

صفحه ۶۶۷