فأحد مواضع ما يوصف وصفا غامضا أن يكون الشىء الموصوف من المتفقة أسماؤها. مثال ذلك أن الكون هو المصير إلى الجوهر، وأن الصحة اعتدال الأشياء الحارة والباردة. وذلك ان المصير والاعتدال من المتفقة أسماؤها. فليس يتبين أيما يريد أن يقول من المعنى التى يدل عليها ما يقال على أنحاء كثيرة. وكذلك إن كان المحدود أيضا يقال على جهات كثيرة فذكره قبل أن يفصل جهاته، لأنه لا يبين حد أيما منها وفى. وقد يمكن أن يعدل على أن القول لن يطابق جميع الأشياء التى وفى حدها. ويمكن أن يفعل مثل هذا خاصة إذا لم يشعر باتفاق الاسم. وقد يمكن أيضا إذا لخص ما يقال فى الحد على كم جهة يقال أن يعمل قياسا: وذلك أنه إن كان لم يقل على شىء من هذه الجهات قولا كافيا، فمن البين أنه لم يحد على ما ينبغى.
وموضع آخر وهو إن كان قال الشىء على جهة الاستعارة — مثال ذلك إن كان سمى العلم الذى لا ينتقل، أو سمى الهيولى خاصة أو سمى العفة اتفاقا: وذلك أن كل ما يقال على جهة الاستعارة فإنه غامض غير بين. وقد يمكن أن يقول من قال الشىء على جهة الاستعارة على أنه قاله على الحقيقة، فإن الحد الموصوف لا يطابقه كالحال فى العفة؛ وذلك أن كل اتفاق إنما يكون فى النغم. وإيضا إن كان الاتفاق جنسا للعفة لكان شىء واحد بعينه يكون فى جنسين لا يحوى أحدهما الآخر، وذلك أنه لا الاتفاق يحوى الفضيلة، ولا الفضيلة تحوى الاتفاق.
وأيضا إن كان يستعمل أسماء غير موضوعة كما فعل أفلاطن عند تسميته «العين»: «المظللة بالحاجب»، ويسمى «الرتيلاء»: «متعفنة اللسعة»، وتسميته «المخ»: «المتولد فى العظام». وذلك أن كل ما لم تجر فيه العادة فهو غير بين.
صفحه ۶۲۶